الأحد، 23 نوفمبر 2008

هذيان


أنا أنتظرك هنا من الأمس ... لا في الواقع هذا اليوم الثالث للانتظار

لماذا لم تأت حتى هذه اللحظة ..

أنا أشعر أنك قريب مني بشكل أو بآخر .. أشعر أنك تسكنني في بعض اللحظات ..

عندما أفكر أني أبسط ذراعي لاستقبالك .. أجد أنه لا داعي لذلك ..

لأنك بالفعل تسكن ذراعي .. تتوطن فيهما ..

أنت تجاوزت فيما يبدو مرحلة اختراقي ...

اذا ماذا أنتظر ..

أو ماذا تنتظر أنت ...

أشعر أني لم أعد أطيق انتظارك كفعل مواز .. أبدا ..

هل تصدقني عندما أقول ... لا بأس الآن .. لا بأس ..

أنا صادقة..


آه لو اننا نختار ..


أي شئ يحول بين و بينك الآن ...

ليس لي أدنى مبرر لرفضك أو كرهك .. لا تراودني أي رهبة منك أو خوف ..

كما أنه ليس لدي أدنى تشبث آخر بالحياة ..

ليس لأني فعلت كل ما حلمت أن أفعله ..

و لا لأن أمانيّ الدنيوية تحققت حتى نفذت عن آخرها فلم يبق لي مزيدا من أفكار ترودني أحلاما في يقظة أو نوم ..

و لا لأني يكفيني فخرا انجازاتي الهامة العظيمة ، و ثقتي المتناهية في إحساني لكل ما فعلت في السنوات ال22 التي قضيتها على الأرض ..

و ليس أيضا لأني آمنة مطمئنة شفافة .. على يقين بأن ما ينتظرني هو الجنة لا بديل ...


أنا تماما عكس كل ما سبق ...


كل ما هنالك ...

أنه ربما الآن .. لأنه ...

أحسن ..


هراء ..

و من يستطيع في الدنيا أن يعرف أو يحدد الأنسب له أو الأحسن ...

لا و لم و لن نستطيع ..


و لكني الآن وحدي ها هنا ..

اذا اغتصبني الموت ..

فلن يغتصب معي ملذات حياة أحدهم ..حبيبا كان أو زوجا

أنا له شئ من الأمل .. أو نصف الحياة .. أو السكن...

و لا أمان أطفال أنا أمهم ..

و لا حتى مواطنة صالحة ...


يا للسخرية



ربما تزيدني السنوات طغيانا و فسوقا و عصيانا ..

ربما ترثني قسوة في القلب ..على قسوته

تغيب عني رسالتي التي تموت بالفعل في صدري

أو تحجب عن عيني بصيص الضوء الذي يحاول الظهور بين الحين و الآخر ..


من يدري ...

ربما أملك الآن من شجاعة الاعتراف باخطائي ما قد لا أملكه بعد أيام

و ربما أملك الآن من القدرة على تفهم استحقاقي لمآلي أيا كنا ...ما أفقده بعد برهة


أيها الموت ..

أنا أتفهمك جدا .. أتقبلك ..


هل أغازلك ؟

هل أراودك عن نفسك ؟

هل أقدم بنفسي عليك ؟؟؟


ليس لي في هذا أدنى حق ...

لا يسعني طوال الوقت سوى أن أنتظرك ..

و أنا أذكر نفسي أن ربي غني عن عذابي ... و أن رحمته أقرب لي .. و أشمل لضعفي و فقري ..

و أنا أعلن لي أني شجاعة .. حتى أصدقني ..

و أنا أمعن في تصديقي ... بأن الخسائر الآن قد تكون أقل ..

لي .. و للجميع ..

و أنا أطلق لخيالي العنان كي يرى ما أصبح الواقع يحول دونه ..


و أنا أقسم على ربي أن يريني أحلامي لديه حقا ..

و أن يعوضني عن هذه الدنيا التي تتقاذفني حينا .. و تقذفني بالحجارة أحيانا ... خيرا ...


خيرا يارب ... خيرا

الأحد، 16 نوفمبر 2008

النهاردة




ليس من عادتي كتابة يومياتي .. و لكنني أظنني قادرة على حكيها بتفصيل و اسهاب ...لكن أن أكتب كل تفاصيل يومي تفصيلا دقيقا مفصلا ، بما يحمله من أفكاري الآلية و تقلباتي المزاجية و الأفكار العارضة و التلقائية .... لم أجرب هذا من قبل ، و تلح علي الرغبة لفعله اليوم بالذات ... و أنا اعرف لماذا ...



تقى أيقظتني في السابعة قبيل نزولها بدقائق ، كان يفترض بي النزول حوالي السابعة و النصف لأصل في العاشرة أو قبلها بدقائق ،دائما ما تكون دقائقي الأولى من الاستيقاظ مشوشة ، لا أذكر منها بالفعل شيئا ، أكاد لا أذكر كيف ارتديت ملابسي و جهزت حاجياتي بآلية متقنة و دون نقصان بهذه السرعة ، و لا أذكر ايضا أي شئ عن تفاصيل كل فترة المواصلات التي سبقت وصولي للجامعة ، و لكني أذكر جيدا أني كدت أصطدم بعامل جمع القمامة بعربته في الشارع اثناء مروري الشارع ... بسبب ميكروباص حال بيني و بين رؤيته ، فزعني الاصطدام الوشيك فابتسمت ابتسامة واسعة ضحك لها بدوره و أخذ يغني " يا صباح الخير ياللي معانا يا اللي معانا ..... " تجاوزته و انا أضحك منه و أقول لنفسي ( بصوت طبعا ) ... " يا بختك يا رايق " ، منحتني تصبيحته شئ من الابتهاج جعلتني اتجاوز المسافة حتى المبنى المقصود بابتسامة غير مبررة لكل من تلتقي عياه بي و أنا يراودني شبه يقين بأن كل من رأى هذه الابتسامة غير المبررة قال " ايه البت دي مالها ع الصبح كده " .... و انا أردد بدوري في سري " ايه انا حرة ... عايزة ابتسم .. براحتي الله "



عم بلال يقابلني على باب الاسانسير بتهليلة وجهه التي صرت أحبها أكثر من اي شئ في الكلية و يقول لي " واصلة بدري النهاردة النهاردة يا دكتورة ، و وشك منور و زي القمر " ، ندخل الاسانسير و معنا فتاتين و يطلب مني - كالعادة - أن اتفضل بالجلوس على كرسيه فأقول له - كالعادة أيضا - " مين فينا اللي يقعد يا راجل يا عجوز .. يا عجوز انت " ، فيبتسم و يقول لي " يعني انا اللي قلت للسنين تجري يا دكتورة " ، ثم يسألني " هروح اجيبلك النساكافيه بتاعك بسرعة قبل ما يوصل الدكتور " فأقول له " متتعبش نفسك يا عم بلال ، أنا هطلب من عم فوزي " فيرفع لي حاجبيه و هو يقول لي " انتي أغلى عند فوزي مني يعني ؟ " فأبتسم له و اخبره اني سأنتظر النيسكافيه في مكان كل مرة .




عم بلال يصر أن يناديني بدكتورة رغم اني لست دكتورة و يصر أن يخبر من يركب معي في الاسانسير أني سأصبح يوما رئيسة القسم رغم أني أطلعه في كل مرة أني لست حتى في أعضاء هيئة التدريس ليخبرني دائما " مفيش حاجة بعيدة على ربنا يا دكتورة " ، فأصدق على كلامه دائما .




من أجمل ما في عم بلال ....... أنه لا يعرف اسمي ... و يبدو ان حياء يمنعه من سؤالي عنه :)



أشرب النيسكافيه و أنا أقف في البنش الأول من مدرج الفرقة الرابعة التي أحضر معها هذه المحاضرة ، أزعم اني لم أحافظ على انتباهي مركز طوال محاضرة ما مثل هذه المحاضرة ، أنا أجلس بين يدي أستاذها و انا فخورة لأول مرة في حياتي باني طالبة علم و هو أستاذي ، أسرع 3 ساعات تمر علي في محاضرة كما اظن .





أخرج بعدها مع ليلى من المدرج ، أمامنا ساعة قبل المحاضرة التالية ، تسألني اذا كنت فطرت قبل ان انزل فأرد بأن طبعا لا ، فترغمني على شراء ما نأكله ،و لا تجد معها فكة فأضطر أن أدفع لها ، و أنا أتغاضى عن هذا لأنها لا تعلم سوء خلقي فيما يختص ب " الفلوس " ، لا تعلم بأني بقدر ما أكون " أسهل واحدة اصحابها يضحكوا عليها و ياخدوا فلوسها " من الممكن جدا أن أتناول عشائي وجبة أذرع " مدت ايديها على حاجتي " .... أسامحك يا ليلى لأنها مرتك الأولى معي ... و لأن ال 3 جنيه لازالوا حتى هذه اللحظة " مش فلوس اوي ... بس متسوقيش فيها يعني :) ".




نأكل و ليلى مكتئبة (بتشتغل من 4 شهور في وزارة الثقافة بعقد و مقبضتش و لا مليم ، و اكتشفوا أنهم مش محتاجينهم!!)



و انا أحاول قراءة فصل من الكتاب ربما أضطر لعرضه هذه المرة .. و أكتشف عن نفسي أني لم أقرأه من قبل !!



محاصرتي الثانية شهدت شتات يكفي محاضرتين معا ، أسرح تارة في رغبتي أن أتعرف على نقشة الدبلة في اصبع زميلتي التي تجلس أمامي ، أنتقل منها لدبلة زميلنا الذي يجلس بجوارها ، و أنا اتساءل " هي دي فضة ؟ " ، أنتقل بعدها لشرود في رسالة ماجستير على المكتب أمامي أكتشف أن العنوان لابد ان يكتب بالعربية و الانجليزية ، و أني لم ألحظ هذا في الرسالة التي أعددت لها عرضا ناقدا ، و تراودني رغبة ملحة ان أفتح شنطتي لأسترق النظر للرسالة التي معي لأتأكد أنه ينقصها العنوان بالاجليزية ، كل هذا فيما يتحدث أستاذي الذي لحظ بالطبع شرودي و قرر ان يحرجني بسؤال مبتسم " ايه القيم التلاتة ل (ف) في تحليل التباين " ، أبتسم له في حياء من كشفت فعلته و أجدني - سبحان الله - أجاوبه و سبحان الله اجابتي صح !!!




يبتسم لي في رضا ، فاتابع شرودي في أنه لابد أن هناك جزء من وعينا لا ندركه يعطي انتباها ما لما يحدث خارجنا ، أنا لا أستطيع أن استدعي اجابتي من نفسي ، لا أعرفها يقينا ، جزء مني سمع استاذي ربما يشرحها فيما كان الباقي مني شارد !!!





أجد على موبايلي 4 مكالمات لم يرد عليها من أرقام لا أعرفها ، و أنا أحب جدا الرد على الأرقام التي لا أعرفها ، رؤيتها على شاشة الموبيل تشعرني بالترقب ربما ، أو بانتظار مفاجأة ، أو امتنان لأن أحدهم افتقدني و لم يكن لديه رصيد و لم يستطع الانتظار فحدثني من الشارع ... شئ من هذا القبيل.





أحب فيروز على موبايلي و هي تغني " يا مرسال المراسيل ... " لتخبرني أن لدي رسالة جديدة ، أشعر معها بشئ من الحميمية و الفرحة ، فرحت لسماع صوت فيروز اليوم 5 مرات ، رغم أن أحدها كانت فودافوان تعلمني بعرضها السخي أن تقرضني ال3 جنيه اللعينة ... فليكن ... فودافون تهتم بي و أن ممتنة لها .





عند باب الجامعة أقابل علا و تسنيم من دفعة الفرقة الرابعة ، تناديني علا بيديها ، فأذهب إليهما ، تسألني تسمين " عندك تفاؤل الهاردة ؟ " فابتسم و انا أتظاهر بالتفكير و أقول لها " معايا كتير .. عايزة بكام ...". أستاذي الذي أراه عظيما يرونه شبحا مخيفا ، و أنا أعلم تماما أن نفس النظرة كانت لدي قبل التخرج و ان تفاعل مع العملية التعليمية الآن أصبح مختلفا يقينا ..و بشكل جذري ، تسنيم تقول لي " أنا فاشلة ... فاشلة .. " ، أبتسم و أنا أقول لها " اه فعلا انتي فاشلة " ، فتلمع عينيها على حافة البكاء ، فأغير وضعي و أقف في مواجهتهما احدى يدي تشير لعلا و الاخرى لتسنيم و أنا اقول لعلا " انتي شاطرة و هتعرفي تنجحي ..." و أقول لتسنيم " انتي فاشلة فاشلة فاشلة ..." أكررها 4 مرات أو 5... ثم أخبر تسنيم أن نبؤتها لنفسها ستتحقق بتكرار الرسالة التي ترسلها لنفسها... و كذلك علا ...نتناقش و اتركهما تبتسمان ، و أتذكر امتناني العظيم لكتابات جوديث بيك و آرون بيك ....






أركب ميكروباص للجيزة أجلس في الكنبة الأولى و محمد حماقي يغني " أنا أكتر م الدنيا أنا بحبك ...... " لها تأثير قوي علي هذه الأغنية بشكل أو بآخر ، في يدي نصف جنيه معدني ، أضعه بين سبابة و ابهام اليسرى فيما ألفه و أدوره بسبابة و ابهام اليمنى ، أقربه من وجهي و ابعده ، و أسطحه على يدي و انظر له بتمعن ، ثم أعاود لفه ، كل هذا فيما تكتمل العربة ، لينطلق من شارع مراد ، أنا أفضل شارع الجامعة لأنه يشعرني بأن الأمور على ما يرام ، يشعرني شارعمراد رغم حبي له بأنه ثمة أزمة في الأمر .




أنزل من الميكروباص و أنا أدندن " أنا أكتر م الدنيا أنا بحبك ...... " ثم أحرك شفتي و أنا أقول لنفسي " خليكي عاقلة ايه الهبل ده حد يغني في الشارع كده ... " ، تلمح فتاة حركة شفاهي فترفع لي أحد حاجبيها في استغراب ، فابتسم و انا اتجاوزها بايماءة قوية و سريعة للشاب الذي يسألني عن وجهتي .






أركب الميكروباص ،الكنبة الأخيرة الناحية اليمنى جوار الشباك ، مكاني المفضل ، أفتح الشباك ، و أراقب السماء و قد اختلطت فيها ألوان الليل بالنهار ، أتابع بشغف سحابة أستدل منها على قوة الرياح و أنا أتمنى في سري " لو كنت سحابة زيك ... " ، عند باب الميكروباص تقع عيني على شاب طويل ينظر إلي و على وجهه شبح ابتسامة ، أصرف نظري و أنا أظن أني نسيت فمي مفتوحا كعادتي فيما كنت أنظر للسماء ، و أني " كان شكلي اهبل جدا و يضحك ..." ، أعاود متابعة السحابة ثم أعود لوجه الشاب الطويل الذي لازال ينظر إلي ، هذه المرة أقول لنفسي " لا بقى أنا قافلة بقي في ايه ؟ ؟ " ، ألمح شئ ما في ابتسامته يذكرني أنه ..أنه .... كان زميلي في ثانوي ... و كنت أحبه !!





" هو كان اسمه ايه ؟؟؟ " ، لم تكن له في 2002 لحية و لا حتى انذار باحتمالات قريبة لظهورها و كان أقصر ربما ، تغير الوضع الآن كثيرا ... كثيرا جدا ... " هو كان اسمه ايه بجد ؟؟ "





أبقي على يقظتي طوال شارع الهرم و أنا أتابع في شغف الشارع كأني أراه للمرة الأولى ،بينما نقف في اشارة مرور عظيمة ممتدة و طوييييييييلة أرى فتاة مقطبة الجبين تزفر في ملل ، فأثبت عيني عليها قاصدة حتى تلحظني ، أبتسم لها ، و أخرج طرف لساني مع هزة من كتفي كأني أقول لها " مفيش حاجة تستاهل ... " ، ثم أضع سبابتي على جانبي شفتي و أشدهما مع نظرة آمرة مني أن " ابتسمي " ، تضع إحدى يديها على عينيها و هي تبتسم ابتسامة عريضة ثم ترفع يدها و هي تحرك شفتيها بلا صوت " حاضر " ، فأبتسم لها بدوري في رضا .أتذكر عنئذ شريكة الكفاح التي طالما طالبتني بأن أكف عن " التفاعل الحي المباشر مع الناس اللي في الشارع " لأني كده " اللي ميعرفكيش هيقول عليكي مجنونة يا مجنونة.. " .





عند ميدان الرماية السواق يفتح الراديو على ماتش الأهلي الذي أخذ كل الرجال في الميكروباص يتجادلون حوله ، ففضلت أن أنام ، و أنا أقيم دائما مدى حاجتي للنوم بمدى احتمالي لخبطات رأسي العنيفة جدا في الزجاج الذي أستند عليه ... كانت حاجتي للنوم اذا ملحة اليوم لأني نمت و بعمق ، استيقظ على رغبة مني في فتح الشباك فأجد الشاب الجالس أمامي يسند رأسه إلي فأشفق عليه من الازعاج و احاول تقدير عمره من الخلف .. أظنه لا يتجاوز الثامنة عشر ، ثم أفكر في شفقتي على السواق من تنظيف الزجاج مكان رأس الفتى الملغم بالجيل ، و أتذكر رباب و أسأل نفسي " هي ليه مش بتحب أحمد زميلها اللي معجب بيها ... عشان فعلا بيلبس بنطلونات كلاسيك و مش بيحط جيل في شعره ؟ " ثم أتذكر ملابسات تعرفي برباب و أسألني من جديد " هو في حد بيفكر بالطريقة دي فعلا ؟؟؟ "





تتصل بي ماما لتطلب مني طلبات أحضرها معي و أرد عليها بشرود فيما اتابع 4 نخلات يخرجن من جذر واحد ، ثم اتابع نجمة في السماء تذكرني بميلاد القمر أول هذا الشهر و كيف أنه كان لي معه حديثا طويلا ... وددت لو أحكيه له ..



أصل و أجدني أشتري ما طلبته ماما و انا اعيد الشكر و الامتنان لهذا الجزء غير الواعي منا الذي يقوم بالانتباه فيما نتمتع نحن بالشرود و السرحان الذي اتابعه في التاكسي الذي أنسى ان أصف له المكان فيقف بي فجأة ليسألني " شمال و لا يمين يا أبلة ..؟ "





أدخل المنزل و انا أصرخ - كالعادة - " انا جعاااااااااناااااااااااااااااة " ...و أجلس هنا بطبقي و أبدأ بشغف ..ثم أفقد شهيتي فجأة . . و تنصرف عني رغبتي في الأكل ....





أقرر أن أكتب يومي ، فيما يبقى ظل ما يتابع أيامي بشكل مواز .. مشكل على هيئة علامة استفهام كبييييييييييرة جدا ..



و يبقى في ذهني فكرة و تساءل ...

أتساءل عن ماتش الاهلي ... كان مع مين و على ايه ... و مين اللي فاز ... لاني كنت نايمة


و أفكر في أن أميرة التفاصيل كانت تتحمل مني - المسكينة - الكثير ... و كنت اتمادى انا في استغلال أذنها الكريمة .

الخميس، 13 نوفمبر 2008

العجوز الطيب

متى قال لك العجوز الطيب طليق اللحية البيضاء ذو الملابس الرثة .... أن يا فتاتي الصغيرة اذا نظرت في المرآة فلم تر شيئا ثم خرجت للشارع و رأيت صغيرة تعبث بضفائرها و هي تمص إبهامها ، و شعرت حينئذ بأن لها وجها مألوفا ، فابتسمتِ ، و ابتسمت ، و شعرت أن الوجه المألوف هذا يحمل شيئا من روحك ، ثم عدت ، فنظرت في المرآة مجددا ، فرأيت شيئا صغيرا صغيرا صغيرا ، و لم تعرفي له ملامح ، ثم شيئا فشيئا تذكرت أنك ما عدت ترين وجهك ، و أن عيناك في المرآة كانتا لابد أن تلتقطان ملامحك ، فعدت إليها ، و وجدت ذات الشئ يزداد في الصغر ،فصرخت فيه ، و لم يجد ذلك نفعا ، فبكيت و بكيت و بكيت ، ثم قمت للمرآة فجعلتِ منها حطاما.......... فاجعلي عينيك معصوبتين ، و اسكني هذا الشئ في الصدر النابض بعنف ، و انثري كسر الزجاج على أرضك في ممر طويل متعرج كثير الانحناء ، ثم سيري عليه ، و اكتمي الآه و الدمعة و الصراخ ، و تجاهلي الصدر الآخذ بسرعة في الصعود و الهبوط ، و اطلقي لعيني قلبك المأسور عن آخر الممر العنان ليأخذ بيديك إليه ...



عندئذ .... انظري للمرآة من جديد ... سترين عينين تشبهان عيني طفلة الضفائر ... تتابعان خصلة من الشعر تضعها بين شفتيها


فتحبين الصورة ... تظل عينيك معلقة بها ... و
سكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووون

و خلاص

و ماذا تعرف هي عن المناسب ؟


و من يعرف عنه شيئا ....




الوقت


لو كان بدري شوية .... كان هينفع ؟


طب لو كان كمان كام اسبوع .. او يمكن كام شهر ... كان هيبقى مناسب أكتر ؟



المكان


هنا احسن ؟


في حتة فاضية كان هيبقى اريح ؟


في السر ؟


حتة زحمة ... كل الناس يشوفوها ..؟


في المواصلات ... في الشارع ... في ورقة ... في رسالة ... ؟؟؟


من ورا شاشة او من ورا شجرة .... او و الوشوش مستخبية ورا الايدين .... نأمن فننطلق ؟؟؟؟؟؟




الشخص



الاقوى ؟


الأغنى ؟


الأجمل ؟


الأحن ؟


الأحب ؟


صاحب حلم اليقظة و النوم ؟


صاحب المفاجآت ؟


الصادم ؟


الواقعي ؟


الخيالي ؟


أيهم أنا ؟ و أيهم هو ؟؟؟ و أيهم هي ؟ و أيهم يضخ في الشريان - اياه - الحياة ؟


ال .. و خلاص



الاحساس



الأمان المحاط بالنسياااااان ؟؟؟


الطيران ؟


الحلم الذي لا يغادر الذاكرة ...


التحليق الهادئ ؟ المدوي ؟ المنفرد ؟


الألم ...


الهدوء ...


ضجة الحياة .. صخبها


الحب ....................؟؟؟؟


الأمل ؟


ال..



ال ... و خلاص



أي حاجة تانية ...


مش هتفرق ...


لأن الاختيار الي يفرض نفسه هو ..


ال ... و خلاص



يبقى :


المكان : اي مكان و خلاص ، الزمان : أي وقت و خلاص ، و الشخص : أي حد و خلاص ، الاحساس : أي احساس و خلاص أو مش مهم احساس و خلاص بردو .... أي حاجة تانية مش هتفرق اننا نسميها عشان ... هي كده كده ... هتكون و خلاص ..




ليته فكر قبل أن يفعل ما فعل ....... ليتنا نستطيع أن نعرف المناسب

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

هجر

تراودني كل فترة فكرة هجر المكان .... هذا المكان

فعلتها من قبل في مدونة سابقة
ومن يهتم ؟؟؟


أختلس ساعات من الليل لأغلق المدونة

و أنشر بها تفاصيل لا يعرفها سواي ..

و قصص من حر خيالي .. أخجل أن يعرف أنها ترواد أحلام يقظتي أحد ..

أحلام ربما بالتلاشي او بالانتقام الشرير .. أو أحلام اللعنات التي أصبها على رأس هذه الفئة من البشر التي تضع العثرات أمامي ..

لم أعتد أن أفضح مني هذا الجزء الشرير أبدا ... و اعتدت ايضا على قتله ..

فان لم استطع ...

احبسه هنااااااك ... في القطعة المظلمة من القلب المشتاق للنور ...

أضعه في مكان أضغر منه لأعذبه ... ليشعر أنه في مساحات القلب الشاسعة.... عاجز ... و غير قادر على شئ ...

في لحظات موت الطاقة ... يبدأ في مراودتي عن نفسي .. و عن قلمي .. و عن أهلي .. و عن ابتسامتي .. و عمن أحب ...

يلح علي أن أهجر هذه المساحة التي أحببتها ... و أنتقل لأخرى ... مرة أخى لا يعرفني فيها أحد ....

لاعرفني من جديد في عيون من لايعرفوني .....

أزعم أن مدونة جديدة ستحمل مني صدقا أكثر ... أصبحت الحوائل بيني و بينه هنا كثيرة ...

و أن مدونة جديدة ... تمنحني طاقة صدق .... تعينني على حياة الادعاء اللامنتهي ...

ثم أكشف لنفسي عن ادعاء جديد ...

أن مدونة جديدة ... هي في جوهرها .. جبن و هروب ... هي الكذب و الادعاء في حد ذاتها ..

و أني لو أردت الصدق .... فلا حاجة لي بمكان آخر ...

و لأصدق هنا ....

و ليكتشف من لا يعرف هذه المنطقة المنحنية في صمت تكبت الدموع

و ليصدم آخر بأن هذه المضغة الساكن في جزء منها النور ... يسكن كثير منها ظلام حالك

و لم أنتظر ...... الآن

فليظن بي من يشاء ... ما يشاء ..

و لن يضرني شئ
قد أهجر المكان فجأة ... لن أعلم أحد .. و لن أنذر .. و لن أخبر أحد بمكاني الجديد ... الذي سأظهر من خلاله أيضا مرة أخرى .. و أنا أكتب اسمي .... و أدع من يظنها أنا ليظن .. و لن أنفي .. و لن أجيب ...
ربما لو في مكان آخر ......
.
 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino