الجمعة، 29 مايو 2009

كلما أحببت شيئا ..


فرصة للتعايش مع الأحلام وقت أطول "
هكذا كان ردها عندما سألتها عن رفضنا للواقع ، انسحابنا منه بمحض اختيارنا، و سرعتنا الأبدية في حسم القرار بـ لا

لا أعلم اذا كان هناك حقا في الواقع ما يشبه أحلامنا أم لا ..لا أعطي أبدا إجابات متسقة على هذا السؤال .

أصدق مرات بأن الله قادر إن شاء على أن يهبنا ما يفوق أحلامنا في هذا الواقع - الجحيمي أحيانا - لذة و صدقا و نضارة.

و أرد مرات بأن الأحلام .. هكذا سميت أحلام ، لا تطء أرض الواقع أقدامها و لا تلامسها و لا تتشابه معها من قريب أو بعيد ، فهما كما السماء و الأرض ، لن يجتمعا و لن يتلامسا .

تتركني الامتحانات صفحة بيضاء ... لا زهير لي ، أشعر أن استمراري في الحياة في هذا البياض لابد أن يزعجني ، و أحن إلى الألوان ، حنين بغير وجع، أفتقدها ، إلا أسودها .. إلا أسودها ..
أضحك كثيرا من أحلام نومي ، و لا أبذل جهدا في تفسيرها ، ألتقط تفاصيل الحياة الصغيرة و أحتفظ بها ، كثير من الأفكار تجتاحني ، و تأبى الكتابة مطاوعتي في تدوينها ، فتهرب مني ، و تسكن إليّ غيرها سريعا، أخشى على أفكاري الهرب ، و خشيتي الأكبر على ما تجتره من مشاعر ناعمة ، دافئة ، تؤنسني ، أضن كما عادتي بنفسي على هوامش الآخرين ، فلتهرب الأفكار حتى يكتب لها أن تسطر في دفتر يخصني ، أو صفحة تحمل اسمي وحدي .. وحدي.

صورة تلك الأم التي أتت جلستي إلى جوارها في الميكروباص لا تكاد تفارقني ، طلبت من صغيرها استبدال مكانه معي ، لأجلس بجوار أمه ، و يجلس هو لجانب الرجال أمامنا، كلانا على الكراسي " القلابة " ، و باب الميكروباص بالطبع مغلق .
لفتت نظرته انتباهي قبل أصابع أمه التي تمتد للأمام عبري لتلامس بالكاد كتفه الأيمن في ملفات الشوارع الحادة ، نظرته تخبرها أن :" ايه يا ماما أنا راجل مش عيل صغير عشان تخافي اقع من الميكروباص فتسنديني " ، و أصابع يدها تعكس رعشة خوف على الصغير تظهر في عينيها على استحياء من نظرته. صورتهما تذكرني بتذمري أنا الأخرى من أمي ، في ذات الموقف المرتبط بأيام طفولتي الصيفية . و أجد سؤالي المستنكر لأمي يعيد نفسه على لساني و لا أنطق به .

و هل تحول أصابع الأمهات الرقيقة تلك التي بالكاد تلامس أطراف أكتافنا دون وقوعنا إذا ما قرر السائق أن يجتاح الملفات برعونة غير عابئا برعشة الخوف في صدورهن ..؟؟

كلما تذكرت الأم و صغيرها ، وقعت في شرك الخوف و الحنين من أطفالي ، من أمومتي . و باتت أسئلتي أكثر صعوبة عن التلامس بين أحلامنا و الواقع .

أضحك من نفسي و أنا أسألها عن الحياة بعد الزواج بفضول و صورتي أقرب لمن يسكن السماء ، و يفتح شباكا يطل منه بوجهه على الأرض ليسأل " ها يا جماعة يا اللي في الأرض .. الجو عندكم عامل ايه ؟؟ " ، و هي ترد علي .. و تحكي و تحكي و تحكي .. و أنا أفتقدها و أفتقد حكينا .

أنصت إليها و إلى كاظم الساهر في آن واحد ،لم أنتظر مفاجآت الليلة غير أني فوجئت عندما ذكرتني بأني كنت أحب كليب " أشهد " ، و ذكرت لي المشاهد بعينها . وهل سأتذكر اذا شاهدته مرة أخرى أي اللقطات كنت أنتظرها بشغف ؟
أعدت مشاهدته مرات تهادت إلي خلالها لقطاتي المحببة ، أضحك دائما من ذاك المشهد الذي يفتح فيه الباب في الظلام فيجدها مختبئة بانتظاره وراء الباب " عشان تخضه :) "

يا امرأة أعطتني الحب
بمنتهى الحضارة
وحاورتني مثلما تحاور القيثارة
تطير كالحمامة البيضاء فى فكري

إذا فكرت
تخرج كالعصفور من حقيبتي
إذا أنا سافرت
تلبسني كمعطف عليها
فى الصيف والشتاء

أيتها الشفافة اللماحة
العادلة الجميلة
أيتها الشهية البهية
الدائمة الطفولة

نصل من حوارنا لمكان لا يؤلم أحلامي و لا يعكر واقعها ، فأحلامنا قد تتحقق و لكن ليس بالصورة التي رسمناها في مخيلاتنا ، و تخبرني أنه على كل حال ليس هناك رجل يحب بكلمات نزار ، و صوت كاظم و نظرته و إحساسه و يبقى كما الأغنية مكتمل العناصر .. فالحياة أقسى ، و أسرع ، و أكثر تطلبا ...و أنا أقول سرا " يارب ممكن يبقى في عشان خاطري ؟؟ "

و يزل لساني و أسألها "هو انا كنت بحب كاظم الساهر امتى ؟؟ تالتة اعدادي ؟ اولى ثاوي ؟ "
تقول لي "اعترافات ليلية .. انتي حبيبتي كاظم أصلا ، و كنتي بتتخانقي معايا ليه و تقرفيني "

فأضحك و أنا أخبرها أنه كان (زهيري ) لأكثر من عام .

و أخبرها أني ( اكتشفت ) .. ( مؤخرا ) ... اني كلما أحببت شيئا / أحدا ... أنكرت أنه الحب . ( هكذا فعلت في كل مرة خفت فيها أن أخطف .. مكان ، أو أكلة ، أو كتاب .... أو أحدهم )

فتضحك مني ..

و أتذكر كم زهير مر علي ... و أتذكر (سين ) الذي لم أسمه باسمه أبدا ، رغم أنها كانت تعرفه، و كنت أنكر ، و كنت كلما ذكر اسمه ، امتعضت ، و رفعت نصف شفة و حاجب و نصف ، و لا أبالي بالهجاء ..
أحببت رواية ( الزهير) لـ (باولو كويلو ) لأنها طابقت منذ بدايتها أفكارا تلمسني بقوة .

لا زهير لي هذه الأيام .. و أفتقد هذا الشعور أحيانا ..

غير أني لا أحن له ..

فالزهير بعض مرات ... لعنة ، و أنا لتوي تحررت من لعنات تمادت شهور في تقييد روحي و تجريحها .

أتمعن فكرة إنكار الحب .. و أتذكر متى قيل لي أن ليس من المنطق أن يعرف أحدهم ما يضمره صدري ، و ينحو بناء عليه ، و أني اذا أردت شيئا .. أحسسته ... فعلي أن أبوح .. و أنا أفشل في البوح أحيانا تماما بمقدار ما أحتاج إليه .
محاولتي لحصرما / من أحببته .. فأنكرته ، ذكرتني بأنها أخبرتني ذات مرة أني سأتزوج راضية و سعيدة من رجل .. أقول له ( لا ) ألف مرة ، و لن يبالي بالألف مرة..

فأشفق عليه في صدري..

و أضحك من أمي التي تشفق عليه هي الأخرى لأني ( بكسر الحاجات و انا بشتغل و بعور نفسي و ببهدل هدومي و انا باكل و مش بعرف اقشر البرتقال و يفضل سليم و بقدم الميه من غير صينية للضيوف)

أمي .. لكل منا أسبابها ، غير أني لا يشغلني ما يشغلك ، و تيؤرقني السؤال .. لماذا كلما أحببت شيئا / أحدا .. أنكرته ؟

**********
* الزّهير : يعني ما هو ظاهر ، حاضر ، إنه شخص أو شيء ما إن يحدث اتصال بينه وبين الإنسان ، حتى يستحوذ تدريجياُ على فكره ، ليتملكّه في النهاية فيبحث عنه في كل شئ ، و يفكر فيه في كل وقت و يربط بينه و بين أي و كل شئ يراه أو يسمعه ، اسم رواية لـ ( باولو كويلو).

الخميس، 21 مايو 2009

رسالة



عزيزتي المسافة الجغرافية :


أعرف أن العلاقة بيننا قديمة جدا، و أعرف أنها أبدية أيضا . أعترف أنني رغم إداركي لك تماما ، لم أنشغل بك ، و لم أعبأ ، كنت حريصة دائما على أن أبقى الأقوى ، و أن يظل الأمر بزمام يدي أنا .. لا بيديك .

لم أعتبرك عائقا يستحق العناء عندما قررت أن أبدأ حلمي في القاهرة ، و لم أخش على صداقاتي تلك التي خلفتها هناك بعد أربع سنوات .. انقطاعا ، أو تفككا ، بسببك . أعترف أنك كنت آخر ما أفكر به ، و أني كنت أراك ربما أهون المشكلات و أبسطها على الإطلاق.

أشعر أن تغيرات واضحة آخذة في الظهور في منحنى علاقتنا ، أصبحت أخشاك أكثر ، و أصبحت اتساعاتك تخرج زمامها من يدي .

عزيزتي المسافة الجغرافية ، ذلك اليوم الذي قضيت فيه قرابة ثلث الساعة محاولة أن أقنعها أني بخير ، و هي تلح بسؤالي ( مالك؟؟) ، في صندوق المحادثة الصغير، شعرت أني أحتقرك يا تلك المسافة ، شعرت أني مهزومة أمامك ، و أن تلك التحديات التي أطلقت صيحاتها مستهزئة بك ، و مدمرة لأي و كل رهبة لك في صدري ، رغم اتهامات الآخرين لي - كل الآخرين - بالبرود و اللامبالاة ، كانت محض وهم أدافع به لا شعوريا عن هشاشة تعتريني في حضرتك .

كنت أجزم دائما و في كل المرات أن حضوري الإنساني سيبقى مكتملا ، و بذات البريق ، رغما عنك ، الآن أفكر ألف ألف مرة ، أني جانبني الصواب ، و تخلى عني لأوهام القوة تلك التي أتقنها جيدا .


كنت أركن كثيرا لمضغة الصدر و أعتمد عليها، أترك لها التأويل و التفسير ، و أصدقها ، في المرات الكثيرة التي كنت تحولين فيها دون اقترابي في الوقت المناسب ممن أحب ، أو ممن يبحث عن وجودي ، كنت أترك لهذا المضغة العنان ، لتأتيني بالأخبار ، تحركني للاطمئنان مرة و تقذفني للقلق مرات .


عزيزتي المسافة الجغرافية ، مشكلتي معك قديمة ، بعمر زعمي بأن احتلالي للمساحات النفسية ، قادرا على جعل كل المسافات الجغرافية هباء منثورا ، و أن الاحتلال النفسي ، أقوى و أشد وطأة ، و أنه لن تعجزني حيلة ، و أن كل تكنولوجيا الاتصالات في صفي ، بل و التخـــــــــــــاطر عن بعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد .

هذا التخاطر، الأزمة الأسطورية في حياتي التي أتشكك فيها الآن أكثر من أي وقت مضى، و أسحب منها ثقتي شيئا فشيئا ، تاركة العنان لحواسي الخمسة فقط دون حدسي ، مقتربة من العيانية في ابتعاد مجروح عن الروح .. التي أكتشف أن مراهناتي عليها ، لم تتعد نجاحاتي فيها حدود الصدفة ، فقط الصدفة .

يا حضرة المسافة الجغرافية :
التخاطر عن بعد هو حيلتي الأبدية في الانتقام منك و تجاوزك و اختراقك .
أذكر قبل 7 سنوات عندما راهنتها أن يبصر ذاك الفتى الذي سميناه لأكثر من سنيتن ( سين ) ، بمشاعري المُراهِقة الساذجة نحوه ، معتمدة فقط ... على التخاطر عن بعد . و وافقتني معتمدة على ما سأجنيه من فشل أو بالأحرى ما سأجنيه من .... اللاشئ :) .

لا أذكر اسم الفيلم الأمريكي الذي بلور علاقتي الحقيقية بالـ telepathy ، أذكر أن عصابة كانت تختطف البطل و البطلة كلا على طرف من أطراف المدينة ، و اعتمدت العصابة على هذه المهارة الأسطورية ، و هذا الاتصال العقلي الوجداني بينهما ، في أن يخبر البطل البطلة بمكان مفتاح خزينة ربما ، عن طريق هذا التـــخاطر ، و نجحا بالطبع .
يستغرق مني هذا الأمر وقتا ، و تستغرقني محاولات الفصل بين ما هو صدفة ، و ما هو تخاطر ، انشغالي بفكرة التخاطر عن بعد ، تقودني في بعض الأحيان للتفكير بالمسافة الحقيقية الفاصلة بيني و بين الجنون .

رغبتي مساء في شرفتنا أن يلتقط أحدهم بالذات طرف خيط من أفكاري ليتناولها فيحدث ، أو هاجس يخبرني بأنها على سفر فأسألها و أتحقق و نندهش ، و هاجس آخر يشعرني أنه مريض .. و يتركني للتآكل هذه المرة دون تأكد !
لازال في قناعاتي بالتخاطر هذا الكثير من اليقين ، أما أنت يا حضرة المسافة الجغرافية ، رغم ثقتي أن الاحتلال النفسي أقوى منك و أشد وطأة .. إلا أني لن أتجاهلك بعد الآن.
******
من هلاوس الامتحانات الأخيرة

الاثنين، 11 مايو 2009

بسمتي


لأن الله أقرب إلينا مما نتخيل ، و ألطف بنا مما نرجو ، و أحن علينا مما ننتظر .. فإن بسمتي .. هي أحد طبطبات السماء التي بعثت إلى و لم أطلبها أو أتوقعها أو أنتظرها ..
تعرف أحدنا الأخرى منذ 7 سنوات تقريبا فأميرة تفاصيلي حلقة الوصل بيننا و حمامة الحياة .. غير أن عمر وجودنا الحقيقي لا يتجاوز الـ 6 شهور.
كيف يا بسمتي تخترقين روحي في هذا الزمن القياسي ؟
حتى هذه اللحظة .. ما تعرفه أحدنا عن الأخرى بالسمع يفوق ربما ما لمسته منها واقعا حيا ...
تزعم أنها تستند علي .. و أعض شفتي و أخفي عنها أني أتمتم بعدها سرا
" أنا من تتكأ عليك بسمتي بقسوة "

لم تكن تدري أيا منا أن مقالات أحمد الدريني التي اعتدت أنا على قصها من الدستور قبل سنوات و الاحتفاظ بها ، و مدونته التي عرفت هي الطريق إليها بعدي بشهور .. ستصبح الوجبة الأساسية على مائدة حوارنا .. في وقت كان يرى فيه هذا النمط من القراءة و كل ما يشبهه في محيطي تسمم ثقافي ، و في محيطها من محرمات أطراف الحديث .
مدونته كانت حيث عثرت على أول خيوطها على (بلوجر) ... و أرشدتها لخيوطي البيضاء هنا .هل يجوز لي أن أقتبس منه و من جميل بن معمر فأقول أن أول ما قاد المودة بيننا .. الدريني في رواية أخرى !

أبدأ مؤخرا جدا في إدراك تفاصيل متهالكة القدم تقودنا لتلك اللحظات التي تحتل بسمتي فيها المساحات الأكبر مني .أتذكر حكايات متفردتي القديمة عنها و أندهش من ترتيبات القدر التي جعلتها تتسلل إلي دون أن أشعر عبر صفحتي البيضاء أولا ثم (ماسنجر الياهو ) .. لتصبح في هذه اللحظات أحد محاور الارتكاز الهامة في حياتي ..فكرة غياب طيفها لأيام تعكر صفوي الذي صار عزيزا .

تصر بسمتي أني " مش شايفة نفسي صح " ، وتزعم أنها ستغير الكثير من عاداتي التي لا تحبها ، و أرد بـ " انتي فاكرة هتربيني يعني .. جاية متأخرة"
تعرفين بسمتي .. رغم أني وددت لو كنتِ معي صانعة لذكريات طفولتي و مراهقتي .. أشعر بامتنان للقدر الذي و إن ظننا أنه تأخر بك عليّ .. إلا أنه أدخرنا للوقت المناسب .

نتبادل الأدوار ، أجدني تلك المتفائلة المتحمسة الشقية و قتما يحاول اليأس النيل من مشاعرها تلك المرهفة الرقيقة ، و أجدها تنحي جانبا كل إحباطاتها لتريني شمعات بنهاية الطريق بابتسامتها الرائعة.

عندما أدير رأسي لأبحث عن ما يشد ظهري ، يسندني ، يمنحني رغبة في المواصلة أو اغتصاب الحياة و اقتناص الابتسامة ، أجد في هذه الأرض بسمة .. (طبطبة) من ربي ..يخبرني بها أنه أحن علينا من السفر الذي أخذني من الكثير و أخذ مني الأكثر و الأغلى.
منحتني بسمة عدد من لزمات الحديث أهما على الإطلاق " أهه" مع هزة رأس و نظرة عين مميزة جدا ، و أعطتني فرصة لأكل "الفخفخينا " في "بندق" حيث عمرو دياب دائما ، علمتني شرب القهوة حتى أدمنت زيارتها لآخذ جرعتي منها ، و اشترت معي "مج" الشتاء المقدس ذو الوردات الباهت صفارها ، لتشرب فيه كلما زارتني ، تتنازل كثيرا لتشرب معي "راني"( أبو حبيبات جاية ) الذي أعتبره مشروب البهجة رغم أنها تكرهه ، و توافق أن تشاركني تلك اللينكات الكثيرة التي أنهال بها عليها ، وتحترم غرابة الكثير منها ، تصفني دائما بالغلاسة و الرزالة و أنا أعتبر هذا من فرط تقديرها لي .

أحب صوتها في التليفون ، طريقة ردها ، و رسائلها الغريبة على موبايلي بعد منتصف الليل ، و أفتقد وجودها معي أونلاين بعد الواحدة ، أحب إندهاشاتها من أسئلتي المفاجأة ، و ردودها المبتورة قبل أن تفكر ، تتهمني بالسذاجة لأني لا أحب الإندومي و اللحمة ، على الرغم من أني أحاول حب الشوكولاتة السادة لأجلها .
تختلف طباعنا و صفاتنا تماما .. تماما .. تماما ، على الرغم من هذا لا أشعر معها أبدا بالغربة. لا زال أمامي الكثير لأعرفه عنها و أكتشفه ، كما بقي لها مساحات شاسعة مني لم تعلم بعد عن وجودها شيئا .

أدين بمعرفة بسمة لمتفردتي و لأحمد الدريني و لـ(بلوجر).

بسمة تتم من العمر 23 ، فاتني منك بسمتي فقط 22 ، و بقي لي الأكثر ;)
وهبك الله حبيبتي عمرا في طاعته .. و عجل لك بأمانيك و أكثر و أكثر و أكثر ، فأنت حبيبتي تستحقين حياة تشبه روحك الوثابة التواقة المبهرة تلك .
سؤال و طلب ..
السؤال : ماذا تقصدين بتلك الوتيرة ؟ و ما معني مصقلة ؟؟
تشعرني المفردتين بفجوة اصطلاحية بيننا أستاء منها ..
الطلب : غير مبررة أنا حبيبتي أبدا إطلاقا بالمرة .. فتجنبي أن تسأليني عما وراء فرحي و كآبتي ، لأني أحتار في الإجابة فقط و لا أضن عليكِ بها أبدا ..و تأكدي أنه حال وجود ما يدعو .. فسأكون أنا و تفاصيلهم على مائدتك قبل أن تفكرين في سؤالي .. :)
....

أحبكِ
دمتِ بسمتي
كل سنة و أنتي طيبة
كل سنة و انتي بـســـمــــة

*****
ملحوظة : البوست ده خرج بي من السوداوية بس بس بس عشان خاطرك
:)

السبت، 2 مايو 2009

سوداوية


اكتفيت بهذا القدر ..

تصر الدنيا على معاندتي و السخرية مني و إيذائي ..

حتى رغم كل هذه اللامبالاة التي أحيا بها ..

و تصر على الإعراض عني .. مع بساطة طلباتي فيها .. و منها


ربما لو تعاملت معها بندية تحمل الكثير من الوقاحة و البذاءة لكنت بذلك أقدر على صدها عني .. ندا بند اذا .. و اذا كنت وقحة و مؤذية .. فأنا أيضا .. و اذا كنت بخيلة و بكل هذا الغرور .. فلن أقل عنك ..


سأتعمد أن أمارس كل أنماط المشاعر السوداء و أجربها حتى أتقنها و أبرع فيها ..

لن أغبط و سأحسد مباشرة ..

لن يسلم مني (عم سلامة ) البواب الذي يستطيع أن يجلس و دزوجته دنيا و ابنهما بين أخضر البرسيم تحت الشجرة المقابلة ، يستطيعان هذا بكل بساطة ، و لا يخشون عفرة على ملابسهم و لا نظرة الجيران لهم .. لا يخشون شيئا ..

أما ساكني الأبراج أمامهم فيحسبون لعبور المائة متر هذه ألف حساب .. ثم يكتفون بالمشاهدة من أعلى .. سأحقد عليك يا سلامة و أكرهك أنت و دنيا و محمد.

و سأحقد على كل الأطفال الذين يأتي لهم آبائهم مساء بشوكولاتة أو آيس كريم

لن أسمح لأختي بعد الآن باستعارة طرحة مني أو خاتم ، و سأنغص يومها اذا اكتشفت عندما استيقظ أنها اقترضت حذائي .

لن أتصل بأي ممن يرسل لي " كلمني شكرا " ، و لن أشحن كارت بـ "10" قبل أن أسافر لأصبح على البعض في الطريق .

لن أهتم أبداااا بشحن الموبيل و لن أعبأ بصفارة battery low

لن أرد على الموبيل في المرة الأولى .. و لا الثانية حتى

و لن أرد على الرسائل في التو .. بعد ساعات أو أيام ربما .

لن أنادي على أمي بسذاجة عندما تقترب العصافير لتأكل من طبق الحبوب الذي وضعته منذ أيام في شرفتنا

" مااااااااااااامااااااااااااا تعالي بصي على العصافير و هي بتاكل من عندنا "

و لن أترك لها بعد الآن أكلا في الشرفة لأشاهدها و هي تأكل .

لن أشرب راني ( أبو حبيبات جاية ده ) بعد الآن لأني أعتبره مشروب البهجة .. التي لن أنتظرها و لن أمنحها بعد اليوم

و لن أشتري منه عندما آتي لزيارتِــك.

لن ألقي السلام على بائع الورد عند الأورمان و أنا أمر من هناك ، و لن أستوقفني لأشاهده ينسق البوكيهات الجديدة ، و لن أفاصله في ثمن الوردة البلدي الحمراء .. لأني لن أشتري ورد بعد الآن .. لي أو لغيري .

سأتعمد أن أعطي سائق التاكسي بعد أن أنزل أمام البيت جنيهين من الفضة ، و أقف حتى أسمعه يعترض بشدة طالبا إياهم من الورق ، لأجد مبررا لطيفا للصراخ به ، أسير بعدها غير عابئة بسخطه علي ، فرحة بأني لم أعطه الورقات التي معي .

لن أساعد هؤلاء السيدات اللاتي يسافرن و معهن حمولات كثيرة و كبيرة ، و لن اعرض على إحداهن أن أحمل عنها شيئا على رجلي ، أو تحتهما ، و سأتبرم و أتضايق منهن علنا .

و سأجد فرصة عظيمة للصراخ اذا أشعل أحدهم سيجارته في الطريق ، و سأحول الموقف لدراما مبالغ فيها ، بدلا م الاكتفاء بطلب مهذب رقيق أن يتخلص منها بسرعة .. لا لا .. لا مزيد من الأدب أو الرقة .


سأنهر مروة الصغيرة التي تبيع المناديل على باب الجامعة اذا ما أتت لتصحبني كما العادة من الباب و حتي ميكروباص الجيزة ، و لن أبتسم لها و لن أداعبها و لن أتركها تمنحني هذه الوصلة من السهاري عن نجاتها بأعجوبة من الوقوع من الاتوبيس و هي تبيع المناديل .

سأزم شفتي و أستاء .. و لن أضحك أو أبادلها ألحديث .

و عم عشري أيضا ، لن أتركه يعيد كما كل يوم وصايته علي و إيصالي للميكروباص في الموقف ، و لن أسمح له باختيار مكان مناسب لي بعيد عن الشمس ، و لن أقابله بابتسامة ، و سأتجهم و أقول له ببرود بأني " عارفة المكان و هعرف اتصرف لوحدي .. لاني مش عيلة صغيرة ".

لن أقضي ربع ساعة أو أكثر محدقة في رسالة ناعمة و دافئة تصبح علي بابسامة ساذجة .. و سأغلقها بعد أن أقراها بسرعة ، و لن أرد بمثلها ، و سأقول " ناس فاضية و رايقة "


لن أستقبل الوردات على الماسنجر ، و لن أردها بمثلها و لا بابتسامات حتى ..


لن أسمع نجاة و لا أم كلثوم و لا عبد الوهاب و لا علي الحجار و لا فيروز و لا منير ..

و لا فضل شاكر بالطبع و لا إليسا ..

و سأبحث لهم عن بدائل تليق بالمرحلة ..


و لن أسمح لأحد باستعارة شئ من رواياتي أو كتبي ، و لن أرسل المحاضرات التي عرضتها خلال الكورسات بمراجعها إلى زملائي عبر بريدهم الإلكتروني كما كنت أفعل تطوعا .

و سأتجاهل إلحاحهم علي في أن أحضرها معي المرة القادمة .

لن أساعد دينا في مادة تصميم البحوث بعد الآن ، و سأخبرها باستهتار أن المادة بسيطة ، و أنها بقليل من التركيز ستنجز الأمر كله .




لن أبالغ في السؤال على من يغيب ، ربما (اوفلايناية ) على الأكثر .. و لن أنتظر ردا عليها ، على الرغم من أني سأعلن ثورتي و غضبي اذا تأخر هذا الرد .


الذين يختارون الصمت بينما يعلمون احتياجي المميت لأصواتهم .. لن أعاتبهم و لن أسألهم الحديث بعد الآن .. و سأصمت أيضا و أعدهم بأن لدي لهم ما يكفي لندمهم .. وزيادة .. و زيادة .. و زيادة ..


و الذين لا يأبهون كثيرا عندما يغيبون لأنهم يعرفون أين سيجدونني اذا احتاجو إلي ..

لن أصبح عند ظن أحد بعد الآن .. و لا حيث تمنى او توقع .


و الذين يأتون إلى هنا .. لن تصبح الصفحة بيضاء بعد الآن و لا صاحبتها كذلك ..

و على من يبحث عن شئ من الدفء بين الكلمات ، أو مشاعر بألوان قوس قزح .. أن يبحث في مكان آخر

لن أترك مساحات داخلي سوى للمشاعر السوداء .. و الأفكار السوداء ..

و سأركز طاقتي و مجهودي كاملين على الحقد و الحسد و الكره و الإيذاء الانتقام .


لعل الأمر يجدي الآن معك نفعا يا دنيا .


********


مخاصمة الدنيا لحد ما تصالحني

:(


 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino