السبت، 30 يناير 2010

Reminder


مرة في فبراير 2005 في واحدة من مكالماتنا الطويلة – كالعادة – كنت سألتك .." تفتكري هنكون فين بعد خمس سنين ؟"

فاكرة قلنا إيه ؟

أنا مش فاكرة أنا توقعت هكون أنا فين .. أو إنتي فين

بس فاكرة جدا إنك قلتيلي " هتكوني متجوزة و عايشة ف الكويت .. "

عشان وقتها ضحكنا جدا

أنا استغربتك و اندهشت من توقعك

كنتي بتتكلمي و انتي يا عشرة الخمستاشر سنة – و لا كام ؟؟ - عارفة ان أسرتنا بقت بتلم بعضها و تتدفى في الغربة هناك و تسيب البرد يبقى قاعد مع اللي قاعدين هنا

و أنا قلتلك إنه .. " لا طبعا .. "

و أنا جزء مني بيقولها عشان أقولك اننا هنفضل هنا .. و مفيش حاجة هتتغير

و اتراهننا .. و قلتلك اني هعملها رسالة تذكير على الموبيل بتاريخ كمان خمس سنين .. و قلنا هنخليه تاريخ عيد ميلادي ، لأنك أكيد هتفتكري تكلميني يومها حتى لو كنا بعيد

و انتي ضحكتي و معلقتيش غير على ان .. " هو الموبيل ده هيفضل معاكي خمس سنين كمان .. ؟ "

و قلتلك " لحد ما اتخطب .. و هو يبقى يجيبلي غيره .. "

و الموبيل ده اللي هو كان الاصيل ابن الناس نوكيا 3310 ، و اللي غيرته مضطرة مرتين لحد الساعة دي ، من غير ما " هو " اللي معرفوش يجيبلي حاجة

و اللي من وقتها بنقل الريميندر للموبايل الجديد و انا ببتسم :

" رهان فبراير 2005 : معه في الكويت "

....

كل مرة أفتح رسايل التذكير الكتير ، و الـ تبدو في معظمها مراهنات مع الزمن .. أبتسم ابتسامة اللي مش فارق معاه بكرة ، و لا مستنيه و لا عارف اللي فيه و لا خايف منه

النهاردة لما شفتها عيطت

عشان اكتشفت اننا ف فبراير 2010 ، و ان السنين الخمسة عدوا

و عشان حسيت ان الدنيا بتقولي " انتي اتكبستي " ، و بتطلعلي لسانها

مكنش ف بال حد منا انك هتكوني هنااااك .. و اني هكون في اللامكان .. اللي انا فيه دلوقتي

و مخطرش في بالي اننا لما نفتح شات ويندو مش هلاقي كلام اقوله .. و لا هبقى عارفة اسألك عن ايه

و اني هطلع عبيطة كده .. و مش هحافظ على عهدي مع نفسي اللي قلت فيه اني مش هقلقك علي ، و مش هزود احساسك بالغربة و اقول اني مفتقداكي

حسيت اني بكلم الدنيا و اقولها " متفقناش على كده .. " و الومها اوي

كنت عايزة امسح الريميندر لاني حسيت بسذاجة و سخافة المراهنة مع الزمن

و امسح رسايل التذكير الباقيين الكتير اللي كلهم مراهنات متختلفش كتير على شهور و سنين جاية

عارفة رغم كل ده حاسة بايه ؟

حاسة اني فرحانة و محظوظة لان سنة زي 2005 بكل ما / من كان فيها كانت في حياتي

و ان كان بيننا مكاملة تليفون طويلة .. زي اللي انا مش فاكرة منها غير السؤال ده

و اني كنت ببراءة الاشتراط ع الزمن اني مغيرش موبايلي غير لما يجيبلي " هو " غيره

و ان كانت عندي طاقة اراهن ع الزمن و اتمنى .

دلوقتي

مبقتش اراهن .. و لا حتى بقيت اخاف

انا بقيت مبآمنش ..

.

.

و لا أبالي .

و لسان حالي :

" إياكش تولع "

.

موحشتينيش.

الثلاثاء، 26 يناير 2010

تاكسي

في الصباح..رأيته متأنقا كعادته..أتسائل ما السبب وراء أناقته الزائدة..تراها امرأة؟!!
لا يهم المهم أننا نتشارك التاكسي ككل يوم دون تدبير أو اتفاق...من ناحيتي علي الأقل فأنا لا أعرف عنه شيئا سوي تأنقه -الغير مبرر - فالنساء وحدهن يتأنقن لا الرجال...يحييني تحيته المعتادة عبر مرآه السائق..أرد بآليه بينما أحاول التشاغل عن النظر إليه في المراة الجانبية كما اعتدت أن أفعل..فقط لأنه خطر لي بالأمس أنه يعرف بأمر مراقبتي تلك..

***

‫حتى لو كان قد انتبه لمراقبتي إياه في المرآة... ماذا في الأمر ،ماذا لو فضحت عيناي قليل من الاهتمام أو الفضول حتى... ألن أثبت بذلك أنه لم يكن محقا في ملامته التي لم ينقض يوما دون أن يسمعنيها عن تجاهلي ، مشاعري الباردة ، قلة اهتمامي ؟
آه .. آلاف الذكريات و المواقف و الكلمات تتداعى فيما الموقف أكثر بساطة و سطحية من هذا الألم المتسلل إلى رأسي و أضلعي .. إنه مجرد رفيق تاكسي أنيق .. ليس أكثر .. أرددها لأنفض بها الأفكار المتهاوية على رأسي ، تسقط عيناي على المرآة .. نعم كان يحدق بي !!
لا أدري لما هزتني نظرته تلك التي انصرفت سريعا ما أن تلاقت أعيننا .. و لا أدري أيضا لم اهتزت ثقتي بنفسي ، ترى أي ملامح مجنونة كانت على وجهي أثارت ضحكه و سخريته فيما كان رأسي مستعمرا بما أجتهد لتناسيه !!!‬
***
تعجبني هذه اللعبه الجديدة..أن أشيح بعيني قليلا عنه وأدعي التشاغل بمحادثة تليفونيه أو إرسال رسالة نصية وربما التصفح قليلا بالرواية في يدي ثم أرفع رأسي سريعا لأواجه عينيه في المرآة .. فيرتبك وينظر بعيدا في هلع...أقرأ صفحة وأسترق النظر .. مرات .
"ليس ثمة أنثي لا تشعر بعيني رجل" أجدها جمله مغريه جدا لاستفزازه واستدراج الموقف ليتخطي كونه عبث مراهقين يتشاركان تاكسي صباحي ...أطلبها علي عجل لأخبرها أن الرواية أعجبتني..وأنها كانت محقة تماما عندما أجبرتني علي شرائها مؤكدة أنها" ستعجبني حتما" بعد هذه المقدمات التي اعتقدت بحتميتها رميت بهذه الجمله مسرعة وعلي استحياء .."ليس ثمة أنثي لا تشعر بعيني رجل" .. نظرت في مرآتنا وأنا أخبرها أن هذا صحيح جدا..ليبتسم ورغم الخجل العاصف بملامحه واحمرار وجهه الواضح رغم المسافه يثبت عيناه لتلتقي بعيناي للمرة الأولى تقريبا..فأرتبك أنا وأشيح بوجهي بعيدا منهية المكالمه ببلاهة...
ها أنا ذا أضع الخطة لاستدراجه فاستدرجني..يا لبلاهتي...
***
‫في كل مرة أزعم فيها أنني الأقوى أكتشف من جديد هشاشتي و تتبدى لي مواطن ضعفي أشباح تطاردني... فلا أجد منها مفر سوى الهروب إلى ركن مظلم من نفسي لأبكي...
هذه المرة... لا ، لن أكرر الهروب و لن أعبث في محاولات تبرير مخاوفي ، لن أعط أمرا أكثر مما يستحق... أكرر لنفسي... ليس إلا رجل أنيق... يشاركني تاكسي صباحي...
ألملم شتاتي الـ بعثره الخجل ، و أقرر أن أكون من تضع للمشوار نهاية أجمل كثيرا من أن تكدر يوما يبدأ صباحه بارتباكات بلهاء ، أقرر تجاهل عينيه ، تجاهل وجوده .. حتى تجاهل فضولي و رغبتي في التفكير بما قد يكون دائر في ذهنه الآن ... كلما حاولت الانشغال عنه .. ازددت انشغالا به ، هل يعتبر هذا سقوطا ؟؟
و إن كان ؟؟
فهل سقطت سهوا .. أم أنني وقعت فريسة لفخ لم أدركه ؟؟
فخ .. نعم .. إنه كذلك .. فخ
نعم.

الاحتياج للهروب وحده يطاردني .. يشل قدرتي على تفنيد الأفكار أو التعامل معها بمنطقية
قبل أن أفكر أصرخ في السائق بأعلى صوتي .. .
"على فخ يا اسطى ... "
آآآآآه... يذل لساني الآن... لم الآن...في المرة الأولى التي أنطق فيها!!!!
يضحك السائق …و هو بدوره.... و أنا معهما ... أضحك بشدة.
و تلتقي عيوننا بقصد في المرآة ... فأبتسم .. و يبتسم .. و ننفجر في الضحك من جديد.

أليس من المفترض أن أبكي الآن ؟؟؟

_____________________________________

كتابة مشتركة
آية
و
شروق

السبت، 2 يناير 2010

إليها


إلى قريبة الدمعة لامعة العينين :

أتدرين .. ؟

ما اكتشفته قبلك أننا لم نكن نستدعي ذكرياتنا القديمة ، و أننا لم نكن نتداعى حكايتنا الحزينات و نسردها.. بل كنا نمحو- دون أن ننوي أو نخطط - ذكريات متهالكة القدم ، متجددة الوجع بأخرى أكثر نقاء و بهاء و نضارة .

غدا ، عندما ينتقل هذا السبت لخانة الذكرى لن يمر طيف للحكايا المؤلمة التي حكيت به في رأسك ،ستكتشفين أنك لا تحتاجين وقتا للتجاوز أو النسيان..و ستكتشفين أننا بالفعل تجاوزنا ، و أننا ببساطة أصبح لدينا ذاكرة باسمة بديلة ..

سنذكر اكتشافنا لأن لنا نفس الوزن ، و بالضبط نفس مقاسات الملابس ، و سنذكر العسلية و الشوكولاتة و الشيبسي و البانيه و المش ، سنضحك كثيرا عندما نتذكر شريط إليسا الجديد و نغماته التي نقلتيها لموبايلي إجباريا، و نندهش عدة مرات من كون ذوقينا طرفي نقيض ، سنذكر منير و الحجار .. و شجارنا لتغيير الـ بلاي ليست بعد كل أغنية .

و ستذكرين حلمي الصغير .. الكبير .. الذي كنت أكرره كل عشر دقائق و أنا أضمني إليّ في ملل، و سأذكر طريقة جلستك الغريبة و لزمات كلامك التي تحتل أكثر من ثلث مساحة حديثنا .

سأذكر حديثنا عن العمر و أبتسم أنك الآن ترينني ( صغيرة ) .. فيما كان انطباعك الأول أني ( أكبر و أعقل .. )

سأذكر جيدا ما كان من الدفء في المكان ، و رغبتي التي لم أبح بها في احتضانك ، و خجلي الذي حال دون أن أسألك " انتي مش بتحبي الأحضان بجد ؟ "

ستذكرين تعليقاتي الصامتة على الوقت الذي تقضينه أمام المرآة ، و ما تعرفينه مما أضمره من الكلام ..

سأذكر بلا أدني شك رغبتي الملحة في قتلك لأننا لم نلتقط و لو صورة واحدة ...

....

في غد قريب سيوضع هذا السبت الـ تظنيننه حزينا في قائمة الذكريات السعيدة التي سنمتن لما وهبتنا إياه من ذاكرة تعويضية تستحق أن نحن إليها

...

..

.

صباحك حلو

الجمعة، 1 يناير 2010

صََدَقتني سنتي


أعادني الأرشيف إلى التدوين .. أكثر من أي شئ آخر. يلح علي بشكل لا أستطيع أن أتجاوزه في أيامي المميزة أن أتذكر كيف كان في السنة السابقة ، و سابقتها .

أدون .. لأأَرشِف إذا ( أعمل أرشيف يعني ..واضحة)

**********

لم أحب 2008 بأي حال ،و لا أحب أرشيفها إلا قليلا ، حتى أني لا أذكر أني راجعته منذ شهور طويلة ، بعكس أرشيف 2009 الذي أعود إليه كثيرا ، أحبه و يمنحني دائما أبدا ابتسامة و بهجة و رضا .

حتى منتصف هذا العام كنت اتساءل عن 2008 ( كان لازمتها ايه ف حياتي دي ) ، حتى اكتشفت مؤخرا أني رغم كرهي لها الذي لم أنوه و لا أنوي مقاومته ، مدينة لها بكل مسرات 2009 و بهجاتها .

*********

في بداية 2009 كان يتملكني حنين للبيت القديم ، لم يعــد !!

نشأت صداقة بيني و بين المكان هنا ، لا أعرف متى و كيف حدث هذا و لكنها أسطورة الوقت و ما لها من سطوة علينا مهما قاومنا أو زعمنا العكس ، نوع من الألفة جعلت بعض أماكنه أقرب لقلبي من الأخرى ،حوارا خاصا أصبح يدور بيني و بين بعض جدرانه .على الرغم من أني لم أحفظ بعد أماكن مفاتيح النور في الصالة ( و هي أكثر من 25 مفتاح ليس لمعظمها وظيفة سوى تضليلي ) ما يجعل مني مجالا مناسبا لسخرية تقى ( أختي ) كلما وقفت في منتصف الصالة و ناديتها مثلا لأسألها في دهشة و ملل ( هو مفتاح نور البلكونة انهي ف دول !! ) كما أني لم أحفظ بعد تكنيك غلق باب شرفة الغرفة الكبيرة ، إلا أن الوقت المنقضي في الطريق من البيت إلى الشارع الرئيسي أصبح ممتعا ، يكفي للدندنة ، و الترتيب لليوم ، و لإجراء المهاتفات المتأخرة في كثير من المرات .. لم أعد أشتاق للبيت القديم كثيرا ، و لم أعد أحن لـ آية التي كانت تحيا به اللهم إلا حنيننا ذاك لطفولتنا .. حنين .. بلا ألم ، حلوة ذكراه ، ناعمة ابتسامته .

أصبحت أكثر تكيفا مع أسئلة الحياة المفتوحة النهايات ، لم أعد أرهق نفسي كثيرا في محاولات الإجابة ، معظم الأسئلة تلقي بإجاباتها إليّ اذا فقط اجتزت امتحان " الصبر " .. يحدث هذا جدا.و يحدث أن تكتمل الأحجيات و تحل الألغاز دون ما نجتره لأنفسنا من فقع للمرارة .. أو غيره ..إنها مسألة وقت .. فقط وقت.

كانت لكل المناسبات هذا العام نكهات مختلفة جدا ، نجاحي في يونيو كان مبهجا بطريقة لم أتصورها ، الصيف بكل ما / من كان فيه ، الأيام السابقة لنزولي الشغل و أيامي الأولى به ، يوم ميلادي الذي أزعم أنه كان الأفضل على الإطلاق بين الـ 23 ...

(و بما أنه على سبيل الأرشفة ، يبقى ممكن افتكر شوية أيام ... ممممم ،كورس الspss في يونيو و خروجة السينما ، وصول لولو هانم بالسلامة ف يوليو ، أول يوم ف الشغل ف نص أغسطس، أول مرتب أقبضه ، اول فلوس محترمة أحوشها مع بابا ،مصيف راس سدر ، حفلة تخرج عمر ، يوم ما اشتريت اللاب بتاعي ، خروجة وسط البلد مع البنات ، أول مرة قابلت غادة ، اليوم اللي قضته شروق في الفيوم .. و المج المشترك ، اول مرة قابلت تسنيم و اليوم بحاله، خطوبة بسمة ، موضوع الرسالة الأولاني الخنيق و تداعياته على حياتي النفسية الرهيبة ،،،،،، كفاية كده J )

.......

حتى شتاء هذا العام مختلف .. للمرة الأولى أصدق في محاولة الاستمتاع به بدلا من الشكوى ، أصبحت أعطي انتباها لأشياء تختلف عن أطراف أصابعي الزرقاء المتخشبة التي لا أعرف لتدفئتها سبيل ،أو لطبقات الملابس التي تصيبني ( كلكعتها ) باكتئاب و ملل حتمي ، أو للوقت الذي يمر ببطء مكررا و متشابها مع نفسه ... ربما هي صديقتي شتوية الانتماء التي أوصتني بحبه أو صديقتي التي غمزتني عندما قلت أني أكره الشتاء و قالت لي هامسة .. " انا مش هتجوز غير ف الشتا ..." ، لتجعلاني أعيد التفكير في مشاعر أخرى محتملة في الشتاء ... سوى تلك المرتجفة الباردة المكررة المملة التي تحتلني فيه عادة .


 

2009 كانت" بجد" ... سنة تحولت فيها الأحلام .. و الأصدقاء ، من مستوى الحلم ، الافتراض .. للواقع جدا .

أذكر جيدا أني تعجلت نهاية 2008 ، محملة لتاليتها 2009 الكثير من المسئوليات ، واضعة على كاهلها عبء مصالحتي على الحياة بمن فيها ، و عبء النزول بالأحلام من الورق إلى العين ... و يا للغرابة صدقتني سنتي .

و هو ما يجعلني أكثر طمعا في 2010 ، و بشكل مغاير للسنة الماضية التي كانت مثقلة بعدد الأحلام ، أغير استراتيجيتي في الحلم ، و أركز لـ 2010 على حلمين ... اثنين فقط.

فهل تصدقني ...؟

*****

**

*

الحمد لله

 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino