أشعر أني توقفت هناك .. خارج الزمن .. منذ أكثر من سنتين ، قبل شهور كنت أصر على أن ما فعلته بنفسي لا يعدو كونه خروج من صورة في إطارها ، معلقة على حائط غرفة المعيشة، انتظمت أنا بشكل ما بين أبطالها لتصبح الصورة .. حلوة ، ليمضي بعض الوقت فأشعر أن الصورة .. مش حلوة و لا حاجة .. و أنها .. سجن ، و سور ، يحول بيني و بين أن أقفز مثلا بين كراسي الغرفة و فوقها ، أو حتى أن أرى الصور المنتظم ترتيبها على الحائط المشترك ....
....
يناير 2008
أصبح الحنين لهذا التاريخ و ما قبله عقبة حقيقية
أصبحت أتوق للاتصال بكل ما/ من كان حينئذ في حيز حياتي ، رغبة جارفة في أن أحادثهم ، أحكي أخباري ،أنشغل بجديدهم ، أنخرط في الزمن من جديد ، في ذات الإطار الذي كان قبل قليل .. قيدي.
الفتاة التي ستصبح بعد قليل .. (ماما) ، أخجل من تقصيري في السؤال عنها ، فأمتنع عن الاتصال بها ، أذكر ممشانا الدائم بين آداب و باب تجارة ، ومن الجامعة لميدان الجيزة ، و إلى مترو الدمرداش من المستشفى ، و ( جنينة التمثال )، و ثورة الأفكار التي تقفز من رأس إحدانا فتتلقفها فورا رأس الأخرى ، تمردي التائه .. و احتوائها له ، حماسة التجربة التي لم نخطط لها ، و لما نكن نعرف ما هي بعد .. شغفي بالحديث عما لا أراه وراء الأسوار و رغبتي في القفز إلى ما لا أعرفه بعده ، احتضاني للمجهول بخوف و شغف، و واقعيتها في مجاراتي ، ظهرها الذي يعضدني ..
أفتقدها بشدة ..
لماذل هي بالذات ؟
ربما لأن وجودها توقف هناك ... حيث توقف بي الزمن.
أو لأنها لازالت على مكانها في ( التراك ) الذي أصبحت أرى من بعيد ملامحه فيما أواصل القفز من صورة لأخرى ، ومن ( تراك ) لغيره .
ربما لأنها ستصدقني اذا سألتها .. كيف كنت ؟
هي تعلم يقينا كيف كنت .. تماما بمقدار ما لا تعلم ... كيف أصبحت ؟
سأكشف لها عن ندبة في صدري ، و أخرى في كف يدي ، و ثالثة في انحناءة عيني اليمني.
و سأخبرها أن الأولى .. هي ذاك الخطأ الذي لم أقصد اقترافه و لم أبحث عنه و لكني تعثرت فيه أو تعثر في، رفسة من فرس ،تركت ندبته جبيني إلى صدري ، تركت به شجا ، و علمته أن يحترس .
و أن الثانية تخص الفشل الذي لا تتوقعه أحلامنا ، و لا يحسب له حماسنا المندفع أي حساب.
هو الصدمة الأولى ... بالواقع المختلف.
هو شعورنا الغدر .. عندما نقفز واهمين أن الأرض اسفنجية واقية ، ثم نكتشف أنها ليست كما نظن.
أما الثالثة ... فخطيئة الانبهار. التي ستبقى لوقت أكثر في الذاكرة ، تطل علي كلما نظرت في المرآة أو اقتربت بقلم الكحل من عيني ، فأستبدل خطا مرسوما على عيني بـسطر على المرآة .... أن ليس كل ما يلمـــــع .......!
سأخبرها أيضا أن صدري أصبح أكثر اتساعا ، و أني ألفت ندباتي التي أقسمت قبل أكثر من عام .. أن ليس بي منها شئ.
و أني رغم كل شئ ... لو عاد بي الزمن ، لكررت اختيارتي نفسها .
........
هناك 7 تعليقات:
مليانة حنين ,,, شبه الأغنية اللي بسمعها دلوقتي
وحدن , فيروز
http://www.youtube.com/watch?v=BBpd20yq2YE
حمد الله ع السلامة
سبقتني هدى..
أما حماقه إعادة ارتكاب الاختيارت/ الأخطاء .. فاتركيني أنا لأحدثك عنها.
و اعلمي أن رفسة الفرس التي تركت على الجبين شجا.. لم تعلم القلب أن يحترس.
أولا حمد الله على السلامة وطلت المدة المرة دى يارب يكون خير
مجرد تذكر التاريخ والمواقف المؤثرة او اللى فعلا متتنسيش وكمان تحملى للشخص ندبات هتقوليهاله كمان دا أكبر دليل انك فعلا صافية من جوا بس حكاية تكرار الاختيارات هيا واقعية فعلا ولكن نتمنى اننا نغيرها ولكن مال باليد حيلة
هذه الدموع التي انهمرت بشدة رغما عني .. تحول بيني وبين الكتابة ..
الرجفة التي تتخلل كل انحاء جسدي.. لتؤكد لي باني بحاجة الى ذاك الدفء ..
يشدني الحنين مع اولى الكلمات التي تسطرينها..الخروج عن الزمن.. كم هو مؤلم ..
تتنازعني رغبتي بين الكتمان والبوح في كل مرة تتحدثين فيها عن ال "ماما" .. واتسآئل هل سياتي اليوم الذي اجدك فيه -بغتة/دون مقدمات/وبنفس ذات الحب - تتحدثين عني ..
ابرر لنفسي بان كل منا يلعب في حياة الاخر دورا خفيا ولا يدرك اي منا كنهه.. ولكني لا افتىء عن التساؤل ما هذا الدور الذي العبه ؟؟؟
هل تعلمين بانك اصبحتي قاسية معي ؟؟ الى حد يدفعني للتساؤل مرارا وتكرارا هل هذه هي انت .. و .. انا !!!
حمد الله علي السلامة اولا
وثانيا
حمد الله علي السلامة برضه
:)))
ها قد صرنا اوسع صدرا
واكثر تفهما لما في الخطأ من الحياة
اكثر بكثيير مما فيه من الندم
:)
تحياتي
buzz
الحنين للماضى لتغيره او حتى تركه هو حنين يعود كما اعتقد لعدم وجود شئ او حتى اشياء مماثله او مختلفه بس تشعرنا اانا المفروض زى ما اطلقتى انتى التعبير لها مبهورين
اذا توقفنا عن الحد دا يبقى لازم نعيد تفيكرنا من الاول خالص
ونحسبها صح بقى للقادم
اتمنى اشوفك دايما مبهوره لانك تجعلينى اندهش وانبهر ايضا
دمتى بخير
إرسال تعليق