الثلاثاء، 22 يوليو 2008

دوائر .. و ما باليد حيلة



تعرف نظرية الدوائر جيدا ..

و لكن تسيطر عليها الفكرة منذ فترة ...
إنها دائرة ...

و الآخرون دوائر ...

تحمل دائرتها همومها و ذكرياتها ..

أفراحها و أتراحها .. أمنياتها و مخاوفها ..
تحمل اهتماماتها و هواياتها ...


الدائرة تمثل .... هي ..

و هي لا تعاني من قلة الدوائر المتداخلة مع دائرتها ..

و التي تظلل أجزاء منها ..

بقدر ما يزعجها أن لديها مساحات بيضاء واسعة في دائرتها ...

لا تظللها أي دوائر ..

ليست بيضاء بمعني خوائها من الأحلام أو الاهتمامات أو الأمنيات ...
لا ... فهي تحوي كل هذا ...

و لكنها غير مظللة بدوائر أخرى ...

تبحث بشغف عن دوائر تظلل المساحات البيضاء من دائرتها ...
يباغتها الفرح اذا استطاعت تظليل بعض المساحات ...

و لو على المستوى الافتراضي ..
لا تسأم من البحث عن الشبه بدأب شديد ..
في كلمة .. احساس .. أمنية .. هواية ... رؤية ...

تسأل دائما هل ثمة دوائر قد تتداخل
مع دائرتي من الناحية البيضاء ؟؟؟

هل يشبهني هنا احد ؟؟

يزيد اهتمامها بالفكرة يوما بعد يوم ..

و لا تنسى أن تسأل ..
هل لدى الجميع دوائر مظللة ؟؟؟

أم أن أحدا يشبهني في مساحات بيضاء غير مظللة في دائرته ؟؟؟

--------------------

إنها تفخر دائما بكونها خلقت أنثى ..
و لم تتمن أبدا لوكانت ذكرا ..

إنها لا تكره الذكور ..

رغم أن لديها مبررات كافية – على ما تظن – لتكرههم ...

إنها تكره أن تستضعف ..
تكره أن تظلم .. أو تقهر .. أو تــــضـــــرب....
لمجرد أنها أنثى لن تستطيع الرد بنفس السلاح ...

تكره عندئذ كونها انثى ... و تكره كل الذكور ..
و تكره محاولاتها المفضوحة لتبدو قوية ...

في الوقت الذي ..
تقاوم فيه غصة في حلقها تمنعها من البكاء ...
و تعقد بين حاجبيها لتمنع عينيها من ذرف الدموع ...
و تزم شفتيها لتمنع انطلاق آهات مدوية .. تعلن عن ضعفها ...
تكره النصائح المتأخرة ... بالاستسلام ..
لأنها خسرانة خسرانة ...
لمجرد كونها أنثى ...

إنها تؤمن دائما بعبثية كل جمعيات حقوق المرأة ...

لكن ربما ستراجع نفسها في هذا الأمر ..

-----------

في خضم بحثها عن التشابه ..
لم يخطر ببالها أبدا ..
أن ثمة تشابه بينها و بين أم محمود ..

أم محمود .. تجمع الأتاوات من سواقين الميكروباص في ميدان الجيزة..

لها صوت مرتفع جهوري .. و حصيلة من الألفاظ البذيئة ..

و بنية طويلة و عريضة ..و نظرة ثاقبة مخيفة ..


و هي بالطبع لا تشبه أم محمود في كل هذا .. ثمة شئ آخر ..

تعتقد أنها وحدها تعرف أن بداخل

أم محمود أنثى تشعر بضعف حقيقي

وقلة حيلة و قهر ربما عندما تخوض خناقات

متعددة الأسلحة مع سواقين الميكروباص ..

تظن أنها وحدها تشعر ..
بأن أم محمود تكتم داخلها صراخا مدويا ..
و رغبة ملحة في البكاء ..

و أمنية قوية ... بأن تكون هذه الأيام كوابيس تخلص منها قريبا..
و ترجو .. أن تصحو من نومها يوما فلا فتجدها في ميدان الجيزة..

بل تجلس في بيتها منتظرة أن يأتي لها زوجها بقوتها ..

إنها رغم كرهها الشديد و العميق و المتنامي المتزايد لأم محمود ...

تعترف بأن ثمة جزء ليس كبير من مساحتها البيضاء ..
يظلله جزء من دائرة أم محمود ...

يدعي كلاهما القوة .. بأسلوبه

هناك 4 تعليقات:

يمامة شاردة يقول...

"هل لدى الجميع دوائر مظللة ؟؟؟

أم أن أحدا يشبهني في مساحات بيضاء غير مظللة في دائرته ؟؟؟"


و ما المانع من وجود أجزاء مظللة و أخرى بيضاء بداخل الدائرة نفسها؟

و يأتي الاختلاف من اختلاف حجم هذه و تلك لدى كل منا


تدوينة مميزة ..

.....................

عندك حق .. أما جيت هنا حسيت بمساحة التشابه اللي نبهتيني ليها في مدونتي .. وسعيدة بده :)

مدونة رقيقة .. و معانيها عميقة ..


تحياتي

blue-wave يقول...

حلو البوست
فكرته حلوة
ولو انى مش مقتنع اوى بفكرة الدوائر لكن عاجبنى البوست

غير معرف يقول...

أشبهك

كثيرا

رغم نظرية النملتين

غير معرف يقول...

إلا أننى أفخر بضعفى الأنثوى ولا أريد القوة ولا إدعاءها
واستنكر أم محمود
لماذا لا تشعر أنها أنثى لها مثل ما للإناث ..ضعفهن اللذيذ
وأكره فى نفسى ضعفى الإنسانى
وضعفى فى استخدام قوتى-ربما لا ينبغى أن انسبها الى فليست لى قوة هنا-ضعفى فى استخدام قوة الأنثى وقوة الإنسان.. ضعفى أمام الخير والتسامح والرحمة..
طوال عمرى اعتبرت ذلك الضعف قوة.. وجمال...
طوال عمرى اعتقدت أن عفوى قوة
والآن تمنيت لو أن هذا العفو...
عن مقدرة
وكرهت ضعفى
وكرهت جمالى

أحبك وأفتقدك بشدة

 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino