الأربعاء، 27 أغسطس 2008

عتمة




تقفل باب غرفة صحراوية منعزلة له مقابض متآكلة


أكلتها الفئران بفعل عوامل الجوع الطاغي


لا تغلق الباب تماما


فربما لا تجد سبيلا للخروج بعد قليل ان أرادت


تتركه مواربا



يدخل بصيص من النور و شئ من الهواء العفن


تترك الباب بمقدار يتسع لاصابعهاالنحيلة


لتجعله على مصراعيه اذا أرادت الخروج


أو بمعني أصح


الهروب


و تختفي


تضفر أطرافها


و تضع نفسها في صندوق شفاف


به فقط قليل من الورق



و بعض الأقلام


و وردة كانت مشروع هدية


لحبيب يخلف موعده




بصيص الضوء المتسلل من فتحة الباب


ينعكس على مرآة


يسقط الضوء فيما بعد على عملة في الأرض


يبديها الضوء ذهبية



لامعة


براقة


جذابة


يحول بريقها و جاذبيتها دون الامتناع عنها


ستقترب منها لو نظرت من الباب الموارب


هذا اذا ساقتك محض صدفة للغرفة الطينية في الصحراء المعزولة


ستقترب مرغما أو مسحوبا أو مدهوشا ..


تسارع لتجعلها بين أصابعك ..


تجدها ملتصقة بالأرض ..


مغروس جزء منها في طين الحجرة الطينية


تعافر لتخرجها


تبذل جهدا بالغا


مصبرا نفسك بما ينتظرك


و حالما في هذه الأثناء بالفوز


شاعرا بالانتصار


لانك السابق


شاكرا الظروف التي جعلتك أول من يراها


و التي تؤخر الآخرين عن الوصول




ينجح في تخليصها من الارض


يرفعها في كفه


مدققا النظر بها


يقلبها بين أصابعه


يفرك أحد جوانبها المغطاة بطين كثيف


يجده صلبا


يحاول في جانب آخر


يجد الطين عليه أقل كثافة


و أكثر طراوة


يفركه


فيبدو له وجه معتم للعملة


مظلم .. أو مطفي


يحبط


يباغته شعور بالغثيان


رغبة ملحة في القئ تدفعه لأن يرمي العملة من بين أصابعه


و يجري بعيدا عنها


يهرب



سقوطها في الطين هذه المرة


لن يعيدها مغروسة كما كانت






لو حاول في وجه العملة ذو الطين الكثيف


لوجده ذهبا


و لو خرج بالوجه المعتم للنور


لوجد عليه نقوشات رائعة .. و نادرة ..


و لوجد عليه ترانيم الحياة


و ابتهالات الوجود


و استجداء لحيثيات البقاء


تخفيها فقط العتمة...





لو فقط كلف نفسه قليل من الماء


لكانت بين يديه العملة أنقى و أنظف و أطهر


مما يحب أو يشاء



المزعج حقا هو منبئات باستمرار بقاءها مضفرة في صندوقها الشفاف



ما آلمها صدقا


أنه لم يراها في صندوقها الشفاف


أصلا




الأحد، 24 أغسطس 2008

هواجس ال 22




رغم انها تزعم علاقة قديمة مع الأرقام

و انها تردد دائما أنها لا تحب ال21 و لا ال 22

و انها تفضل عليهم ال 24 و 25





قبل بلوغ ال 22 بقليل

اصابها هاجس التفاؤل بشدة

باقحام لا يعرف اللين

أصبح ال 22

يعني لها تكرار المثنى

يعني

2

و

2

و هو ما يختلف بشكل جذري تماما عن ال21

التي يلعب فيها ال 1 دورا بارزا مسيطرا و طاغيا





أصبحت مؤخرا ال 22 تعني لها الكثير

رغم رائحة الخل

و رغم طعم الرمان المحروم من السكر

و رغم اللون القاتم عديم الملامح





شيئا ما يجعلها مشدودة و مجذوبة بقوة لهالة التفاؤل المحيطة بال 22

حتى و إن كانت كل دلائل الواقع تشير للعكس

و كل اماني الايام السابقة تتهدم ببساطة

و الأغلبية العظمى من أحلام الطفولة و المراهقة تصبح أشباحا ليس لها أي ملامح









شكر خاص جدا

هادئ جدا

من القلب جدا

لمن بذل جهدا غير قليل

لأعرف

أني لست أكثر من هذه " الفردة " في الصورة "

سأفكر بعد قليل فيما يبدو

اني سأبحث عن لون و مقاس مشابهين

كضرورة لتحقيق اتساق الأمور





شكرا جدا

السبت، 23 أغسطس 2008

أتممت فجأة من العمر 22


العام الجديد

أراه الآن على شماعته له اللون الفضي المكتوم

بطعم الرمان المحروم من السكر

و رائحة الخل

تسيل لعابك للحظة

و ستدفعك للقئ بعد قليل


اللهم أجعله لي خيرا مما أراه و خيرا مما أظن و خيرا مما أحب

الأحد، 10 أغسطس 2008

لسان مات على أعتابه طعم الحياة


اعتادت أن ترسم أحلامها و ذكرياتها و تنسجهما بيديها نسجا خاصا جدا ..
متفردا جدا ..

تراه الأروع و الأعمق و الأبسط في الحياة على الإطلاق ...

كلاهما ... أحلامها و ذكرياتها ... لا حياة لها دونهما ...

تظل كلمة زاد لا تغطي مهامهما ..
و تعجز مفردات اللغة الأخرى عن وصف دورهما ...

نعم .. تنسجهما .. بمهارة ترضيها تماما ...


ترى دائما فيهما ما يرضيها ... و يحييها ...

و يكفيها تماما أنه هكذا .. لأنها تراه بهذه الصورة ...




تنسجهما على نسيج قطني به شئ من الحرير ..

لا تفرط في إبرتها ..
و لا خيطها ذو الفتلتين الممزوجتين باللونين الوردي و التركوازي ..

تنسج بهما على صفحة القماش السوداء ... العاتمة ...

على الصفحة التي لا تضاهي عتمته
ا
إلا عتمة الليل في صحراء خاصمها التمدن ..
و لم تعرف للكهرباء معنى ...

و غاب عنها دفء النهار منذ سنوات طويلة .....

تنسج مغمضة العينين .. بمسحة من الابتسام ...
و قدر من التفاؤل يغطي العالم كله ...

لا ينفذ خيطها ذو اللونين ..
و ليس لصفحة القماش العاتمة نهاية ..

هي لا تنظر لنسيجها ..

تتذوقه..

مغمضة العينين أيضا ..

تقرب منه وجهها برشاقة ..
و تلامس الخيوط بطرف لسانها ..

لحظات قليلة

ترفع بعدها رأسها ..

محتفظة بعينيها مغمضتين ..

و تعيش مذاق نسيجها ...

و تعايشه ..

تراقب تأثيره عليها ...

و تلك المراحل التي تمر بها قبل أن تصل لقمة الخفة ..
التحليق ... و الانطلاق ..

و قمة الانشغال عن الواقع بكل ما يحالف اللامنطق و لا معقول و لا منتظر ...

لا تمل من متابعة هذه الرعشة في سقف الحلق كإنذار أولي لبهجة خيالية منتظرة ...

و لا من مراقبة هذه الرعشة تسير موازية لأعصاب الأذن اليمنى بالذات ..

حتى تنتشر في أوصال الجسم ... خفية ..

دون أن تلاحظ .. أو تستغرب .. أو تستهجن ..

تحصل على ما يكفيها .... لتحيا ...





يباغتها .. و يؤلمها .. منذ مدة لم تفلح في حسابها

أن صفحتها ذات الخيوط المنسوجة ..

لم يعد لها في كل الأوقات ... و الأيام ...

أي مذاق على الإطلاق

يصر الأمل على أن يلازمها في كل مرة تقترب فيها بوجهها لصفحة القماش ..

و ينقلب دائما أملها ألما ..

عندما لا تجد ..

حتى فيما نسجته ...

أي مذاق على الإطلاق ...

و تردد على نفسها السؤال دائما ...


هل أنسج في كل هذه الشهور نفس الخطوط عديمة المذاق ...

أكررها دون أن الاحظ .. أو أكترث ...

فإذا غيرتها أحسست طعم البهجة من جديد ... ؟؟؟؟؟؟


أم أن لساني كف عن قدرته على التذوق .. و استنفذ فرصه للتغيير ...

و كذلك كل منح البهجة المكتوبة له ...؟؟؟؟


و يجدر بي وقتها ... أن أصفني ... ب " عديمة الإحساس "



إذا تساوى كل من مذاق اللقاء و الفراق ...


و مذاقي النجاح و الفشل ...


و مذاقي الانتظار و المباغتة ...


و مذاقي القسوة و الرحمة ...


و لم تفلح أي قدرة معهودة في التمييز بين تضادات الحياة ...


فهل ينبغي أن نطلب العلاج ؟؟؟


و هل ينبغي أن نحزن على انفسنا ؟؟؟


و هل ينبغي أن نطلب المساعدة ؟


و أن نسأل محيطينا الصبر ...


و نطلب منهم العزاء و السلوى ...؟


وددت لو أغمض عيني و أفتحهما ...


فأجد وجهي على صفحتي ... بابتسامة باهتة ..


أو ح;تى نصف ابتسامة ...


أتذوق بها نسيجي الخاص جدا ..


فيمنحني شيئا من البهجة الغائبة...


أو يباغتني طعم ... مذاق ... أيا كان ...


يعيد إلي جزء من رعشتي المفقودة ...


أو حجة تقول أني لا زلت على قيد الحياة ...

الأحد، 3 أغسطس 2008

طلاسم السماء .. هرتلة


للسماء اليوم لون ليس كلونها في أمسيات الصيف المملة المكررة


لها لون أراه قرمزي ..


لا بل وردي ..


يميل ربما للون الفيروزي الأملس ...


لا ...


هو لون غامض ..

أملس نعم ...

شهي جدا ..


لون يعدني بأشياء أجمل من أن أجرؤ على رسم ملامحها ...


يعدني لونها بأنها ستبقى لي ظلا ...

و أنها ستحول بيني و بين الفراغ ... أو اللاشئ ..


تعدني بأن أجد بعد الضيق اتساعا ...

و من الاختناق منفذا ...


و أني سأجد فيها اذا شيئا حدث.. لا أعرفه و لا أتوقعه .. ملاذا


و هل تتحدث الألوان ؟؟؟


يخبرني لون السماء الليلة أن عيوني أصبحت أكثر اتساعا


و أنها رغما عن الدموع المتحجرة بها تبتسم


من رآني اليوم قال أن شيئا غائبا عني عاد موطنه

لمعة كانت تسكن عيني .. ظهر من جديد بريقها ..


و تخبرني ألوان السماء بأن غياب الغيوم عنها منبأ حقا ..

ينبأ بأشياء كثيرة ....


و كيف تعرف ألوان السماء أخباري ؟؟؟


أنا لي بالسماء علاقة خاصة جدا


تعرف اخباري و تقرأها ...

و اقرأ في ملامحها الواضحة جدا الغامضة جدا..


اخباري ..

أرى في صفحتها ملامحي ..


ارى اتساع عيني و ضيقها .. أرى عيني فيها جاحظة أو غائرة ...


تذخر بدموع الفرح .. الألم ... الحياة ...


أرى فيها أمنياتي الحزينات ... السعيدات ...

المستحيلة ... الأقرب إلي مما أتصور


تضحكني ألوان السماء ...

تضحكني حينما أرى في ألوانها الممزوجة سذاجاتي ..

حينما ألمح منها رضا عن فلتاتي ...

سكونا رغم تضارب انفعالاتي ..

تضحكني عندما اعجز عن فهم فرحتي اللامنطقية بينما هي ملبدة بالغيوم

تضحكني عندما أرى غمزاتها و هي تحاول أن تعدني صامتة بما تخفيه غيومها عن عيني

عن تلك الفرحة القريبة جدا الغالية جدا المنتظرة جدا التي تحملها لي



رغم ان أحدا لن يتفق معي على ألوان السماء ..

كما أن احدا لن يفهم حديثها مثلي ..

و لن يفسر رموزها بطريقتي ...

و أني سأفك وحدي طلاسمها بهذا الأسلوب الساذج جدا ..

و رغم ان احتمالات نعتي بالغباء او السذاجة أو العبط أو المرض النفسي في هذه اللحظة مرتفعة جدا ...


فإني أشعر بأني لم أكن أحسن حالا من هذه اللحظة على مر شهور طويلة جدا ..

أطول من ان اعدها ..

و اسخف من أن أحاول تذكرها ...


********************


رسائل شخصية ...


=== لو تعرفين ما غمر قلبي و أنت تداعبين شعيراتي ... أفتقدك بشدة يا غالية

لو تعرفين أني أجرؤ دائما على ممارسة الأنانية إلا معك ...

آلمني أن شيئا موجعا في صدرك لا تصل يدي له ...

و ازعجني أني لم اعط لك في هذا الأمر حقك ...

و أني وددت لو أنك تغادرين مخلفة شئ من خوفك هذا و توترك و قلقك عندي ..

فيخف الوزن عليك ...

آسفة



=== لن تمر من هنا لتعرف أنك تكرر معي الموقف نفسه الذي ترك بيننا فجوة منذ أكثر من 3 شهور و لن تعرف أيضا أن ابتساماتي في الصباح ادعاء .. و ان جرحي يزيد بعدم قدرتي على أخبارك بهذا الوجع الذي تكرره قاصدا أو متناسيا أو جاهلا



=== رغم تلازمنا على مر 17 سنة ... فإني لم اخبرك أبدا ... أني أحبك جدا ... هل تعلمين ؟؟؟



=== وجودك في صفحات حياتي يمنحني شيئا من الأمل المفتقد ...يبهجني و يصبرني



=== أعجر عن شكرك انت بالذات دائما .. تستحقين الشكر لأنك الوحيدة التي لا تضطرني لأن أخبرها كم أحبها و أفتقدها ..تقرأين هذا في ملامح وجهي و صوتي و في صمتي


===كنت أريد بشدة قبل أن تقوم أن أخبرك أن وقوفك في حيزي لا حياة لي بدونه .. و لكن لماذا على مدار كل هذه السنوات تصر أن تقف أمامي .. تعمي عيني .. و تحجب عني الطريق .. فأضطر للتفكير بالهروب منك .. رغما عني ...لأرى



===مازلت أصدق تماما .. أن فرحة كتب لها أن تولد الثلاثاء ... لن تأتي السبت أبدا .. و ان شيئا لن يحدث إلا في وقته الذي لا نتدخل في اختياره ...


=== انت بشكل خاص .. هدوئك يعني لي الكثير .. فلا تعكري علي صفوه
 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino