الأربعاء، 24 ديسمبر 2008

بالونة .. و ضلع مجنون


روحي هلامية ..

تأخذ أشكالا كثيرة في ذات الوقت

في هذه اللحظات تحديد

تأخذ أشكالا ذات عقدة ..

نعم

(زي الفيونكة مثلا بعقدة م النص)

يهم فقط أن يحتوي شكلها على عقدة

لتداري شئ ما ... ببعض الخطوط أو الانتفاخات أو الانحناءات

تغير الشكل .. و تلفت النظر أكثر من أي شئ

عقدة ربما بلون مختلف حتى...شاذ لم لا

مبالغة في لفت النظر ... بعيدا عن شئ ما


ممممممممم

ربما تأخذ روحي في هذه اللحظة شكل بالونة حمراء كبيرة

منفوخة بالهواء

معقودة عقدة كبيرة

مزينة العقدة بشرائط بيضاء سميكة


وحدي أعرف قابليتي للانفجار في اللحظة التالية ..

و وحدي أعرف أن ثمة ثقب في جزء من العقدة

أداريه عن قصد بهذا الشريط

و أني بالونة ...

يحملني الهواء على غير رضا مني


أدعي .. نعم


من جديد ..

أمارس حيلتي المعتادة للهروب مني ..

أتجاهلني .. بعنف ..

أسكن أطرافي و أستوطنها ، و أبالغ في الاهتمام بها

عن أطرافي النفسية أتحدث ..

عن قدرتي المتواصلة على الحياة من أطرافي .. أطراف أطرافي ان جاز لي التعبير

أهجر رأسي .. و صدري

أنفي تماما أن ثمة وجع بالصدر و آلام تتنامى في كل عضلات جسمي

بل أتناسى أن لي صدر و رأس

أمضي باندفاع .. بجنون.. بسرعة

تماما كما لوكنت موجهة نحو شئ ( ما )

و أنا أعلم سرا أنه لا يوجد هذا ال ( ما ) و أني فقط أهرب إلى أطرافي


###


أمام المرآة أقف

أتحسس جوانب قفصي الصدري

أعد ..

ماذا يسمون هذا الضلع الذي يوقظني ألمه ليلا

أحاول تحديده

فأفشل

لماذا يخبرني ألم هذا الضلع تحديدا ..

أن ثمة ألم أو أرق .. أو احتياج هناك ...

لدى هذا الذي لم أره أبدا ... بعد.


هل أنام بلا وجع اذا كسرت ضلعي المجنون هذا ؟




الاثنين، 22 ديسمبر 2008

خدي حسابك و أمشي


ربما أتي تأجيل الكتابة هذه المرة لصالحي ..

هو كذلك بالطبع ..

أحاول منذ شهر كامل أن أنتهي من حسابات 2008


(قال عشان اديها حسابها و تمشي )

على يقين أن رحيلها هذه المرة يوافق هواي تماما

(على الرغم من انها ماشية برضايا او غصب عني )

ربما لو كتبت حسابها منذ يومين أو ثلاثة كما كنت ارغب ..

لكنت ناقمة عليها .. كارهة لها ...

لكنت أسبها هنا .. و أكظم بصعوبة غيظي منها .. و اشمئزازي

أما الآن فلا ..


أجندة 2008 كانت ذات الورق الأكثر على الاطلاق من بين سنواتي


ثلثها الأول كان مفعما برغبات التلاشي و الاختفاء مشاعر الوحدة .. و كم عجيب من الصور المشوهة عن الذات و الآخر و العالم كله


و الثاني تلقفتني به محاولات فاشلة أغلبها للتماثل للحياة

ثلثها الاخير ...

رغم أنه ليس الأروع و لا الأفضل و لا الأمثل ...

أظلمه اذا سخطت منه .. أو مني فيه ..


لا أفتري على 2008 اذا قلت انها أخذت مني أكثر مما اعطتني

أنانية أنا .. نعم اعرف


أفكر كثيرا قبل أن أكتب ..أي اعترافات 2008 يصلح للكتابة ..

لا أحب أن أودعها قبل ان أكتب عنها

مميزة هي ... رغم أي شئ



ديسمبر

كنت الأروع

و الأشجع

و الأقوى
بخطوة الحساب المؤجلة عندي دائما أبدا
و بقرارات .. أرها جديرة بالاحترام
و بهذه اللمعة في عيني الآن



أوراق 2008 ..

في زمرة ال restart .. التي بدأتها هذا الشهر


مسحت قائمتي المفضلة favorites من المواقع و المدونات .. و ال playlists ..و كثيييييييييييير جدا من ال
contacts .. سواء على الموبايل أو الماسنجر أو الفيسبوك ...


جديدة علي ربما هذه الفكرة جدا ...

فلتكن صفحتي بيضاء ..... بيضااااااااااااااااااااااااااااء

غير مسودة و لا مجروحة و لا مشوهة بلعنات الاحتياج و الانتظار ..

أو مشوشة بكثيرين ... لا أميز فيهم الحقيقي .. و ال(كده و كده )
ال(بجد) و ال ( و خلاص )

تعمدت تبييضها ..

ليفرض الحقيقي نفسه ... ليبقى

لأراه بوضوح .. و عمق .. كما يستحق أن يرى

يقين هنا أن كل ما هو حقيقي .. سيعاود الظهور مجددا

متفااااااااااااااااااااائلة جداااااااااااااااااااا ب 2009

ثمة أحلام هنا تراود يقظتي تذكرني بسنوات عذبة



يبدو أن جبني لن يفارقني و لن يطاوعني في كتابة كل شئ

ثمة أشياء لابد أن تقال هنا ...

منها مثلا .. أني أحب هنا جدا ..

مدينة لكثيرين ..

مدينة أنا بالشكر لمن علمني فلسفة ( أن أكون معايا ) ، فلولاها لقضيت ليال قاسية حقا .. وحدي و بدوني ، ليس هذا فقط بل و لأن بعض مؤشرات تخبرني أني احتاجني لقضاء بعض الأيام القادمة معي


و مدينة باعتراف لتسنيم (حكايات من القلب ) اني أتابعها صامتة منذ أكثر من سنة ، فيزداد تعلقي بها ، أقرأ ما تكتبين بشغف حقيقي ، و أجدني في أرشيفك كثيرا .. قطع مني أجدها عندك بشكل أو بآخر


و مدينة بامتنان لمن جعلني (مبهورة) لأني لولاه لما عرفت أن للأفيال الصغيرة و الفراشات مكانا في غير أحلامي


و مدينة ل(مبهورة ) لأني رغم كل شئ .. أزعم أني و بسمة .. تعارفنا -بجد- هنا
و مدينة للظهور النوراني المباغت في حياتي .. للمرة الثانية الأخيرة السريعة الخاطفة و الرائعة .. أكثر كثيرا من المرة الأولى


مدينة لأميرة تفاصيلي التي لولا زفافها .. لما بقي في 2008 ذكريات تستحق الاحتفاظ بها



2008
رغم أن بي منك ما يعلم به الله وحده
عطور تفاؤل غير مبررة هنا تداعب أنفي
عطور بهجة و رضا .. و فرحة

أجلت الكتابة هنا .. حتى أنتهي من مفاجآت 2008 التي تلاحقني


سأبدأ 2009 الآن
براحتي ..
و أي مفاجآت غير متوقعة في الأيام القليلة الجاية
حلوة أو وحشة
هتتحسب على 2009
هه بس

الأحد، 23 نوفمبر 2008

هذيان


أنا أنتظرك هنا من الأمس ... لا في الواقع هذا اليوم الثالث للانتظار

لماذا لم تأت حتى هذه اللحظة ..

أنا أشعر أنك قريب مني بشكل أو بآخر .. أشعر أنك تسكنني في بعض اللحظات ..

عندما أفكر أني أبسط ذراعي لاستقبالك .. أجد أنه لا داعي لذلك ..

لأنك بالفعل تسكن ذراعي .. تتوطن فيهما ..

أنت تجاوزت فيما يبدو مرحلة اختراقي ...

اذا ماذا أنتظر ..

أو ماذا تنتظر أنت ...

أشعر أني لم أعد أطيق انتظارك كفعل مواز .. أبدا ..

هل تصدقني عندما أقول ... لا بأس الآن .. لا بأس ..

أنا صادقة..


آه لو اننا نختار ..


أي شئ يحول بين و بينك الآن ...

ليس لي أدنى مبرر لرفضك أو كرهك .. لا تراودني أي رهبة منك أو خوف ..

كما أنه ليس لدي أدنى تشبث آخر بالحياة ..

ليس لأني فعلت كل ما حلمت أن أفعله ..

و لا لأن أمانيّ الدنيوية تحققت حتى نفذت عن آخرها فلم يبق لي مزيدا من أفكار ترودني أحلاما في يقظة أو نوم ..

و لا لأني يكفيني فخرا انجازاتي الهامة العظيمة ، و ثقتي المتناهية في إحساني لكل ما فعلت في السنوات ال22 التي قضيتها على الأرض ..

و ليس أيضا لأني آمنة مطمئنة شفافة .. على يقين بأن ما ينتظرني هو الجنة لا بديل ...


أنا تماما عكس كل ما سبق ...


كل ما هنالك ...

أنه ربما الآن .. لأنه ...

أحسن ..


هراء ..

و من يستطيع في الدنيا أن يعرف أو يحدد الأنسب له أو الأحسن ...

لا و لم و لن نستطيع ..


و لكني الآن وحدي ها هنا ..

اذا اغتصبني الموت ..

فلن يغتصب معي ملذات حياة أحدهم ..حبيبا كان أو زوجا

أنا له شئ من الأمل .. أو نصف الحياة .. أو السكن...

و لا أمان أطفال أنا أمهم ..

و لا حتى مواطنة صالحة ...


يا للسخرية



ربما تزيدني السنوات طغيانا و فسوقا و عصيانا ..

ربما ترثني قسوة في القلب ..على قسوته

تغيب عني رسالتي التي تموت بالفعل في صدري

أو تحجب عن عيني بصيص الضوء الذي يحاول الظهور بين الحين و الآخر ..


من يدري ...

ربما أملك الآن من شجاعة الاعتراف باخطائي ما قد لا أملكه بعد أيام

و ربما أملك الآن من القدرة على تفهم استحقاقي لمآلي أيا كنا ...ما أفقده بعد برهة


أيها الموت ..

أنا أتفهمك جدا .. أتقبلك ..


هل أغازلك ؟

هل أراودك عن نفسك ؟

هل أقدم بنفسي عليك ؟؟؟


ليس لي في هذا أدنى حق ...

لا يسعني طوال الوقت سوى أن أنتظرك ..

و أنا أذكر نفسي أن ربي غني عن عذابي ... و أن رحمته أقرب لي .. و أشمل لضعفي و فقري ..

و أنا أعلن لي أني شجاعة .. حتى أصدقني ..

و أنا أمعن في تصديقي ... بأن الخسائر الآن قد تكون أقل ..

لي .. و للجميع ..

و أنا أطلق لخيالي العنان كي يرى ما أصبح الواقع يحول دونه ..


و أنا أقسم على ربي أن يريني أحلامي لديه حقا ..

و أن يعوضني عن هذه الدنيا التي تتقاذفني حينا .. و تقذفني بالحجارة أحيانا ... خيرا ...


خيرا يارب ... خيرا

الأحد، 16 نوفمبر 2008

النهاردة




ليس من عادتي كتابة يومياتي .. و لكنني أظنني قادرة على حكيها بتفصيل و اسهاب ...لكن أن أكتب كل تفاصيل يومي تفصيلا دقيقا مفصلا ، بما يحمله من أفكاري الآلية و تقلباتي المزاجية و الأفكار العارضة و التلقائية .... لم أجرب هذا من قبل ، و تلح علي الرغبة لفعله اليوم بالذات ... و أنا اعرف لماذا ...



تقى أيقظتني في السابعة قبيل نزولها بدقائق ، كان يفترض بي النزول حوالي السابعة و النصف لأصل في العاشرة أو قبلها بدقائق ،دائما ما تكون دقائقي الأولى من الاستيقاظ مشوشة ، لا أذكر منها بالفعل شيئا ، أكاد لا أذكر كيف ارتديت ملابسي و جهزت حاجياتي بآلية متقنة و دون نقصان بهذه السرعة ، و لا أذكر ايضا أي شئ عن تفاصيل كل فترة المواصلات التي سبقت وصولي للجامعة ، و لكني أذكر جيدا أني كدت أصطدم بعامل جمع القمامة بعربته في الشارع اثناء مروري الشارع ... بسبب ميكروباص حال بيني و بين رؤيته ، فزعني الاصطدام الوشيك فابتسمت ابتسامة واسعة ضحك لها بدوره و أخذ يغني " يا صباح الخير ياللي معانا يا اللي معانا ..... " تجاوزته و انا أضحك منه و أقول لنفسي ( بصوت طبعا ) ... " يا بختك يا رايق " ، منحتني تصبيحته شئ من الابتهاج جعلتني اتجاوز المسافة حتى المبنى المقصود بابتسامة غير مبررة لكل من تلتقي عياه بي و أنا يراودني شبه يقين بأن كل من رأى هذه الابتسامة غير المبررة قال " ايه البت دي مالها ع الصبح كده " .... و انا أردد بدوري في سري " ايه انا حرة ... عايزة ابتسم .. براحتي الله "



عم بلال يقابلني على باب الاسانسير بتهليلة وجهه التي صرت أحبها أكثر من اي شئ في الكلية و يقول لي " واصلة بدري النهاردة النهاردة يا دكتورة ، و وشك منور و زي القمر " ، ندخل الاسانسير و معنا فتاتين و يطلب مني - كالعادة - أن اتفضل بالجلوس على كرسيه فأقول له - كالعادة أيضا - " مين فينا اللي يقعد يا راجل يا عجوز .. يا عجوز انت " ، فيبتسم و يقول لي " يعني انا اللي قلت للسنين تجري يا دكتورة " ، ثم يسألني " هروح اجيبلك النساكافيه بتاعك بسرعة قبل ما يوصل الدكتور " فأقول له " متتعبش نفسك يا عم بلال ، أنا هطلب من عم فوزي " فيرفع لي حاجبيه و هو يقول لي " انتي أغلى عند فوزي مني يعني ؟ " فأبتسم له و اخبره اني سأنتظر النيسكافيه في مكان كل مرة .




عم بلال يصر أن يناديني بدكتورة رغم اني لست دكتورة و يصر أن يخبر من يركب معي في الاسانسير أني سأصبح يوما رئيسة القسم رغم أني أطلعه في كل مرة أني لست حتى في أعضاء هيئة التدريس ليخبرني دائما " مفيش حاجة بعيدة على ربنا يا دكتورة " ، فأصدق على كلامه دائما .




من أجمل ما في عم بلال ....... أنه لا يعرف اسمي ... و يبدو ان حياء يمنعه من سؤالي عنه :)



أشرب النيسكافيه و أنا أقف في البنش الأول من مدرج الفرقة الرابعة التي أحضر معها هذه المحاضرة ، أزعم اني لم أحافظ على انتباهي مركز طوال محاضرة ما مثل هذه المحاضرة ، أنا أجلس بين يدي أستاذها و انا فخورة لأول مرة في حياتي باني طالبة علم و هو أستاذي ، أسرع 3 ساعات تمر علي في محاضرة كما اظن .





أخرج بعدها مع ليلى من المدرج ، أمامنا ساعة قبل المحاضرة التالية ، تسألني اذا كنت فطرت قبل ان انزل فأرد بأن طبعا لا ، فترغمني على شراء ما نأكله ،و لا تجد معها فكة فأضطر أن أدفع لها ، و أنا أتغاضى عن هذا لأنها لا تعلم سوء خلقي فيما يختص ب " الفلوس " ، لا تعلم بأني بقدر ما أكون " أسهل واحدة اصحابها يضحكوا عليها و ياخدوا فلوسها " من الممكن جدا أن أتناول عشائي وجبة أذرع " مدت ايديها على حاجتي " .... أسامحك يا ليلى لأنها مرتك الأولى معي ... و لأن ال 3 جنيه لازالوا حتى هذه اللحظة " مش فلوس اوي ... بس متسوقيش فيها يعني :) ".




نأكل و ليلى مكتئبة (بتشتغل من 4 شهور في وزارة الثقافة بعقد و مقبضتش و لا مليم ، و اكتشفوا أنهم مش محتاجينهم!!)



و انا أحاول قراءة فصل من الكتاب ربما أضطر لعرضه هذه المرة .. و أكتشف عن نفسي أني لم أقرأه من قبل !!



محاصرتي الثانية شهدت شتات يكفي محاضرتين معا ، أسرح تارة في رغبتي أن أتعرف على نقشة الدبلة في اصبع زميلتي التي تجلس أمامي ، أنتقل منها لدبلة زميلنا الذي يجلس بجوارها ، و أنا اتساءل " هي دي فضة ؟ " ، أنتقل بعدها لشرود في رسالة ماجستير على المكتب أمامي أكتشف أن العنوان لابد ان يكتب بالعربية و الانجليزية ، و أني لم ألحظ هذا في الرسالة التي أعددت لها عرضا ناقدا ، و تراودني رغبة ملحة ان أفتح شنطتي لأسترق النظر للرسالة التي معي لأتأكد أنه ينقصها العنوان بالاجليزية ، كل هذا فيما يتحدث أستاذي الذي لحظ بالطبع شرودي و قرر ان يحرجني بسؤال مبتسم " ايه القيم التلاتة ل (ف) في تحليل التباين " ، أبتسم له في حياء من كشفت فعلته و أجدني - سبحان الله - أجاوبه و سبحان الله اجابتي صح !!!




يبتسم لي في رضا ، فاتابع شرودي في أنه لابد أن هناك جزء من وعينا لا ندركه يعطي انتباها ما لما يحدث خارجنا ، أنا لا أستطيع أن استدعي اجابتي من نفسي ، لا أعرفها يقينا ، جزء مني سمع استاذي ربما يشرحها فيما كان الباقي مني شارد !!!





أجد على موبايلي 4 مكالمات لم يرد عليها من أرقام لا أعرفها ، و أنا أحب جدا الرد على الأرقام التي لا أعرفها ، رؤيتها على شاشة الموبيل تشعرني بالترقب ربما ، أو بانتظار مفاجأة ، أو امتنان لأن أحدهم افتقدني و لم يكن لديه رصيد و لم يستطع الانتظار فحدثني من الشارع ... شئ من هذا القبيل.





أحب فيروز على موبايلي و هي تغني " يا مرسال المراسيل ... " لتخبرني أن لدي رسالة جديدة ، أشعر معها بشئ من الحميمية و الفرحة ، فرحت لسماع صوت فيروز اليوم 5 مرات ، رغم أن أحدها كانت فودافوان تعلمني بعرضها السخي أن تقرضني ال3 جنيه اللعينة ... فليكن ... فودافون تهتم بي و أن ممتنة لها .





عند باب الجامعة أقابل علا و تسنيم من دفعة الفرقة الرابعة ، تناديني علا بيديها ، فأذهب إليهما ، تسألني تسمين " عندك تفاؤل الهاردة ؟ " فابتسم و انا أتظاهر بالتفكير و أقول لها " معايا كتير .. عايزة بكام ...". أستاذي الذي أراه عظيما يرونه شبحا مخيفا ، و أنا أعلم تماما أن نفس النظرة كانت لدي قبل التخرج و ان تفاعل مع العملية التعليمية الآن أصبح مختلفا يقينا ..و بشكل جذري ، تسنيم تقول لي " أنا فاشلة ... فاشلة .. " ، أبتسم و أنا أقول لها " اه فعلا انتي فاشلة " ، فتلمع عينيها على حافة البكاء ، فأغير وضعي و أقف في مواجهتهما احدى يدي تشير لعلا و الاخرى لتسنيم و أنا اقول لعلا " انتي شاطرة و هتعرفي تنجحي ..." و أقول لتسنيم " انتي فاشلة فاشلة فاشلة ..." أكررها 4 مرات أو 5... ثم أخبر تسنيم أن نبؤتها لنفسها ستتحقق بتكرار الرسالة التي ترسلها لنفسها... و كذلك علا ...نتناقش و اتركهما تبتسمان ، و أتذكر امتناني العظيم لكتابات جوديث بيك و آرون بيك ....






أركب ميكروباص للجيزة أجلس في الكنبة الأولى و محمد حماقي يغني " أنا أكتر م الدنيا أنا بحبك ...... " لها تأثير قوي علي هذه الأغنية بشكل أو بآخر ، في يدي نصف جنيه معدني ، أضعه بين سبابة و ابهام اليسرى فيما ألفه و أدوره بسبابة و ابهام اليمنى ، أقربه من وجهي و ابعده ، و أسطحه على يدي و انظر له بتمعن ، ثم أعاود لفه ، كل هذا فيما تكتمل العربة ، لينطلق من شارع مراد ، أنا أفضل شارع الجامعة لأنه يشعرني بأن الأمور على ما يرام ، يشعرني شارعمراد رغم حبي له بأنه ثمة أزمة في الأمر .




أنزل من الميكروباص و أنا أدندن " أنا أكتر م الدنيا أنا بحبك ...... " ثم أحرك شفتي و أنا أقول لنفسي " خليكي عاقلة ايه الهبل ده حد يغني في الشارع كده ... " ، تلمح فتاة حركة شفاهي فترفع لي أحد حاجبيها في استغراب ، فابتسم و انا اتجاوزها بايماءة قوية و سريعة للشاب الذي يسألني عن وجهتي .






أركب الميكروباص ،الكنبة الأخيرة الناحية اليمنى جوار الشباك ، مكاني المفضل ، أفتح الشباك ، و أراقب السماء و قد اختلطت فيها ألوان الليل بالنهار ، أتابع بشغف سحابة أستدل منها على قوة الرياح و أنا أتمنى في سري " لو كنت سحابة زيك ... " ، عند باب الميكروباص تقع عيني على شاب طويل ينظر إلي و على وجهه شبح ابتسامة ، أصرف نظري و أنا أظن أني نسيت فمي مفتوحا كعادتي فيما كنت أنظر للسماء ، و أني " كان شكلي اهبل جدا و يضحك ..." ، أعاود متابعة السحابة ثم أعود لوجه الشاب الطويل الذي لازال ينظر إلي ، هذه المرة أقول لنفسي " لا بقى أنا قافلة بقي في ايه ؟ ؟ " ، ألمح شئ ما في ابتسامته يذكرني أنه ..أنه .... كان زميلي في ثانوي ... و كنت أحبه !!





" هو كان اسمه ايه ؟؟؟ " ، لم تكن له في 2002 لحية و لا حتى انذار باحتمالات قريبة لظهورها و كان أقصر ربما ، تغير الوضع الآن كثيرا ... كثيرا جدا ... " هو كان اسمه ايه بجد ؟؟ "





أبقي على يقظتي طوال شارع الهرم و أنا أتابع في شغف الشارع كأني أراه للمرة الأولى ،بينما نقف في اشارة مرور عظيمة ممتدة و طوييييييييلة أرى فتاة مقطبة الجبين تزفر في ملل ، فأثبت عيني عليها قاصدة حتى تلحظني ، أبتسم لها ، و أخرج طرف لساني مع هزة من كتفي كأني أقول لها " مفيش حاجة تستاهل ... " ، ثم أضع سبابتي على جانبي شفتي و أشدهما مع نظرة آمرة مني أن " ابتسمي " ، تضع إحدى يديها على عينيها و هي تبتسم ابتسامة عريضة ثم ترفع يدها و هي تحرك شفتيها بلا صوت " حاضر " ، فأبتسم لها بدوري في رضا .أتذكر عنئذ شريكة الكفاح التي طالما طالبتني بأن أكف عن " التفاعل الحي المباشر مع الناس اللي في الشارع " لأني كده " اللي ميعرفكيش هيقول عليكي مجنونة يا مجنونة.. " .





عند ميدان الرماية السواق يفتح الراديو على ماتش الأهلي الذي أخذ كل الرجال في الميكروباص يتجادلون حوله ، ففضلت أن أنام ، و أنا أقيم دائما مدى حاجتي للنوم بمدى احتمالي لخبطات رأسي العنيفة جدا في الزجاج الذي أستند عليه ... كانت حاجتي للنوم اذا ملحة اليوم لأني نمت و بعمق ، استيقظ على رغبة مني في فتح الشباك فأجد الشاب الجالس أمامي يسند رأسه إلي فأشفق عليه من الازعاج و احاول تقدير عمره من الخلف .. أظنه لا يتجاوز الثامنة عشر ، ثم أفكر في شفقتي على السواق من تنظيف الزجاج مكان رأس الفتى الملغم بالجيل ، و أتذكر رباب و أسأل نفسي " هي ليه مش بتحب أحمد زميلها اللي معجب بيها ... عشان فعلا بيلبس بنطلونات كلاسيك و مش بيحط جيل في شعره ؟ " ثم أتذكر ملابسات تعرفي برباب و أسألني من جديد " هو في حد بيفكر بالطريقة دي فعلا ؟؟؟ "





تتصل بي ماما لتطلب مني طلبات أحضرها معي و أرد عليها بشرود فيما اتابع 4 نخلات يخرجن من جذر واحد ، ثم اتابع نجمة في السماء تذكرني بميلاد القمر أول هذا الشهر و كيف أنه كان لي معه حديثا طويلا ... وددت لو أحكيه له ..



أصل و أجدني أشتري ما طلبته ماما و انا اعيد الشكر و الامتنان لهذا الجزء غير الواعي منا الذي يقوم بالانتباه فيما نتمتع نحن بالشرود و السرحان الذي اتابعه في التاكسي الذي أنسى ان أصف له المكان فيقف بي فجأة ليسألني " شمال و لا يمين يا أبلة ..؟ "





أدخل المنزل و انا أصرخ - كالعادة - " انا جعاااااااااناااااااااااااااااة " ...و أجلس هنا بطبقي و أبدأ بشغف ..ثم أفقد شهيتي فجأة . . و تنصرف عني رغبتي في الأكل ....





أقرر أن أكتب يومي ، فيما يبقى ظل ما يتابع أيامي بشكل مواز .. مشكل على هيئة علامة استفهام كبييييييييييرة جدا ..



و يبقى في ذهني فكرة و تساءل ...

أتساءل عن ماتش الاهلي ... كان مع مين و على ايه ... و مين اللي فاز ... لاني كنت نايمة


و أفكر في أن أميرة التفاصيل كانت تتحمل مني - المسكينة - الكثير ... و كنت اتمادى انا في استغلال أذنها الكريمة .

الخميس، 13 نوفمبر 2008

العجوز الطيب

متى قال لك العجوز الطيب طليق اللحية البيضاء ذو الملابس الرثة .... أن يا فتاتي الصغيرة اذا نظرت في المرآة فلم تر شيئا ثم خرجت للشارع و رأيت صغيرة تعبث بضفائرها و هي تمص إبهامها ، و شعرت حينئذ بأن لها وجها مألوفا ، فابتسمتِ ، و ابتسمت ، و شعرت أن الوجه المألوف هذا يحمل شيئا من روحك ، ثم عدت ، فنظرت في المرآة مجددا ، فرأيت شيئا صغيرا صغيرا صغيرا ، و لم تعرفي له ملامح ، ثم شيئا فشيئا تذكرت أنك ما عدت ترين وجهك ، و أن عيناك في المرآة كانتا لابد أن تلتقطان ملامحك ، فعدت إليها ، و وجدت ذات الشئ يزداد في الصغر ،فصرخت فيه ، و لم يجد ذلك نفعا ، فبكيت و بكيت و بكيت ، ثم قمت للمرآة فجعلتِ منها حطاما.......... فاجعلي عينيك معصوبتين ، و اسكني هذا الشئ في الصدر النابض بعنف ، و انثري كسر الزجاج على أرضك في ممر طويل متعرج كثير الانحناء ، ثم سيري عليه ، و اكتمي الآه و الدمعة و الصراخ ، و تجاهلي الصدر الآخذ بسرعة في الصعود و الهبوط ، و اطلقي لعيني قلبك المأسور عن آخر الممر العنان ليأخذ بيديك إليه ...



عندئذ .... انظري للمرآة من جديد ... سترين عينين تشبهان عيني طفلة الضفائر ... تتابعان خصلة من الشعر تضعها بين شفتيها


فتحبين الصورة ... تظل عينيك معلقة بها ... و
سكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووون

و خلاص

و ماذا تعرف هي عن المناسب ؟


و من يعرف عنه شيئا ....




الوقت


لو كان بدري شوية .... كان هينفع ؟


طب لو كان كمان كام اسبوع .. او يمكن كام شهر ... كان هيبقى مناسب أكتر ؟



المكان


هنا احسن ؟


في حتة فاضية كان هيبقى اريح ؟


في السر ؟


حتة زحمة ... كل الناس يشوفوها ..؟


في المواصلات ... في الشارع ... في ورقة ... في رسالة ... ؟؟؟


من ورا شاشة او من ورا شجرة .... او و الوشوش مستخبية ورا الايدين .... نأمن فننطلق ؟؟؟؟؟؟




الشخص



الاقوى ؟


الأغنى ؟


الأجمل ؟


الأحن ؟


الأحب ؟


صاحب حلم اليقظة و النوم ؟


صاحب المفاجآت ؟


الصادم ؟


الواقعي ؟


الخيالي ؟


أيهم أنا ؟ و أيهم هو ؟؟؟ و أيهم هي ؟ و أيهم يضخ في الشريان - اياه - الحياة ؟


ال .. و خلاص



الاحساس



الأمان المحاط بالنسياااااان ؟؟؟


الطيران ؟


الحلم الذي لا يغادر الذاكرة ...


التحليق الهادئ ؟ المدوي ؟ المنفرد ؟


الألم ...


الهدوء ...


ضجة الحياة .. صخبها


الحب ....................؟؟؟؟


الأمل ؟


ال..



ال ... و خلاص



أي حاجة تانية ...


مش هتفرق ...


لأن الاختيار الي يفرض نفسه هو ..


ال ... و خلاص



يبقى :


المكان : اي مكان و خلاص ، الزمان : أي وقت و خلاص ، و الشخص : أي حد و خلاص ، الاحساس : أي احساس و خلاص أو مش مهم احساس و خلاص بردو .... أي حاجة تانية مش هتفرق اننا نسميها عشان ... هي كده كده ... هتكون و خلاص ..




ليته فكر قبل أن يفعل ما فعل ....... ليتنا نستطيع أن نعرف المناسب

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

هجر

تراودني كل فترة فكرة هجر المكان .... هذا المكان

فعلتها من قبل في مدونة سابقة
ومن يهتم ؟؟؟


أختلس ساعات من الليل لأغلق المدونة

و أنشر بها تفاصيل لا يعرفها سواي ..

و قصص من حر خيالي .. أخجل أن يعرف أنها ترواد أحلام يقظتي أحد ..

أحلام ربما بالتلاشي او بالانتقام الشرير .. أو أحلام اللعنات التي أصبها على رأس هذه الفئة من البشر التي تضع العثرات أمامي ..

لم أعتد أن أفضح مني هذا الجزء الشرير أبدا ... و اعتدت ايضا على قتله ..

فان لم استطع ...

احبسه هنااااااك ... في القطعة المظلمة من القلب المشتاق للنور ...

أضعه في مكان أضغر منه لأعذبه ... ليشعر أنه في مساحات القلب الشاسعة.... عاجز ... و غير قادر على شئ ...

في لحظات موت الطاقة ... يبدأ في مراودتي عن نفسي .. و عن قلمي .. و عن أهلي .. و عن ابتسامتي .. و عمن أحب ...

يلح علي أن أهجر هذه المساحة التي أحببتها ... و أنتقل لأخرى ... مرة أخى لا يعرفني فيها أحد ....

لاعرفني من جديد في عيون من لايعرفوني .....

أزعم أن مدونة جديدة ستحمل مني صدقا أكثر ... أصبحت الحوائل بيني و بينه هنا كثيرة ...

و أن مدونة جديدة ... تمنحني طاقة صدق .... تعينني على حياة الادعاء اللامنتهي ...

ثم أكشف لنفسي عن ادعاء جديد ...

أن مدونة جديدة ... هي في جوهرها .. جبن و هروب ... هي الكذب و الادعاء في حد ذاتها ..

و أني لو أردت الصدق .... فلا حاجة لي بمكان آخر ...

و لأصدق هنا ....

و ليكتشف من لا يعرف هذه المنطقة المنحنية في صمت تكبت الدموع

و ليصدم آخر بأن هذه المضغة الساكن في جزء منها النور ... يسكن كثير منها ظلام حالك

و لم أنتظر ...... الآن

فليظن بي من يشاء ... ما يشاء ..

و لن يضرني شئ
قد أهجر المكان فجأة ... لن أعلم أحد .. و لن أنذر .. و لن أخبر أحد بمكاني الجديد ... الذي سأظهر من خلاله أيضا مرة أخرى .. و أنا أكتب اسمي .... و أدع من يظنها أنا ليظن .. و لن أنفي .. و لن أجيب ...
ربما لو في مكان آخر ......
.

الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

سنة تمر في الطيف الأحمر


كانتا تسيران في الطريق السريع .. ذو اللاعلامات و لا اتجاهات و لا ارشادات ... تقود السيارة الأطيب منهما و الأصفى .. الأنقى رائحة و صاحبة الروح ذات الألوان القزحية ... لا تحمل للطريق هما ... و تدرك أن إشارة ما ستأتيها في الوقت المناسب تخبرها بالاتجاه الذي عليها أن تسلكه الآن ... بجوارها تجلس صاحبتها أرضية الطبع و الخصال ، ذات العطر الفواح تمسك ورقتها و قلمها ... ترسم الطريق كما تسيران فيه ... لتحتفظ بخريطتها الخاصة جدا اذا قررت الرجوع من هذا الطريق اللامعروف لكلاهما ...لا تكف عن توجيه النصائح و الارشادات لصاحبتها التي لا تعير توجيهاتها أدنى اهتمام ...



توقفت السيارة على جنب الطريق ... فأسندت الأولى رأسها لمسند الرأس و أغمضت عينيها ...أما الأخرى فبدا عليها التوتر و بدأت تتلفت حولها في كل الاتجاهات و أطلقت أصوات زمجرة عالية .. و بدت كما لو كانت تتمتم بتعاويذ تصرف الغضب عندما مالت صاحبتها للأمام لتنظر للسماء و هي تكلمها :



- هل ترين هذا الطيف في السماء ذو اللون المائل للحمرة ؟؟؟



= تنظر للسماء بلا اهتمام ثم إلى صاحبتها في سخرية و تهكم



- ألا تظينين معي أنه يبدو شاذا في سماء تنذر بالمطر ... و تخاصمها الشمس ...



= مطر كمان ... هي ناقصة



- يذكرني لونه الممتد عبر سحابتين بتلك القلادة التي أهداها لي في لقاءنا عند انحناءة النهر للجنوب ... بجوار شجرتنا التي وجدنا صدفة عليها حروف اسمينا الأولى ..



= الكاوشت القدماني يمين فضي صح ؟



- كان يعرف حينها أني لا أحب اللون الأحمر - الذي صرت أعشقه فيما بعد - و رغم ذلك أهدانيها و قبلتها و فرحت بها



= و انتي كنتي عارفة انه الكاوشت فاضي و مع ذلك موقفتيش عشان نملاه قبل ما نطلع ؟؟



- لم يكن قد رأى فستاني المائلة بنفسجيته للحمرة أيضا ... و لم يكن يدري أن ياقته و أساور كمه المخملي لها نفس ألوان فصوص القلادة و أحجامها و نوعها ... بهرتني المصادفة في حد ذاتها إلى حد الاندهاش الصامت ... لم أخبره بهذ المصادفة ..



= هنلاقي منين احنا حد بتاع كاوشتات دلوقتي في الصحرا دي ...



- تعرفت إليه في أوائل الشتاء و افترقنا قبل أن يصل الربيع بأيام قليلة .. لم ير القلادة في عنقي أبدا ..فالشتاء يرتبط عندي بهذا الوشاح الصوفي المشرشب .. أحتفظ بكل ألوانه ... أحرص أن ألف رقبتي بما يتسق مع لون السماء كما أراها ...هل رأيت السماء يوما في لونها الأخضر ... أنا رأيتها مرارا ...



= انتي مستهترة ، و صوتك من دماغك ، مبتسمعينيش ، أو بتسمعيني و بتتجاهليني ، لو كنتي بتسمعي كلامي مكنش زماننا واقفين في الصحرا عشان حتة كاوشت فاضي.



-كنت أحب الفستان و القلادة ... غير أني كنت أراهما أكبر مني .. و أنضج ... و أنا كنت أراني - و لا زلت - فتاة لم تتجاوز بعد السابعة عشر ..



= كتير على اهمالك كمان ... بالكتير عشر سنين ، احنا حتى مش معانا كاوشت استبن ... يا مجنونة



- كنت أنوي أن ألبسهما ... الفستان و القلادة في يوم شم النسيم عندما يصطحبني للبحر لنضع اللمسات النهائية لقصرنا الرملي المهيب ... ترى كيف حاله قصرنا ؟ هل أتت عليه الأمواج ؟ هل أتاه سكان غيرنا ؟



= قدامنا ساعات الله أعلم اد ايه على ما يلاقينا حد في الصحرا دي ... و الله أعلم ساعتها اللي هيلاقينا هيرضى يدينا الكاوشت الاستبن بتاعه او يساعدنا نملا بتاعنا ... و لا مش هيعبرنا م الأصل ..



- كنت حتى بعد أن أتى الربيع و أوشك على الانتهاء ألبس قلادته سرا و أراقب رقبتي داخلها في المرآة ... لا أدري كيف أصبحت مولعة بها و باللون الأحمر إلى هذا الحد ...



= قطع رقبتك يا مستفزة .... بدل ما تقضيها مرايات كنتي افتكرتي نجيب كاوشت استبن مثلاً ... اف منك .. اف ... بجد بجد .... اف



- في بداية الصيف وجدتني أضع الفستان و القلادة كلاهما في صندوق نحاسي قديم ... لا ينتمي إليّ بل إلى عجوز في محرابه بالشارع المجاور فرغ سنوات عمره لحفظ الذكريات من العطن و إبعادها في الوقت نفسه عن مرامي العيون ... رأى أن حفظها لديه يفسح للمستقبل كي ينجلي .. و يعلن عن نفسه ... و أن رائحة الذكريات العطنة أيضا قادرة على تأخيره و تعطيله لأجل ما ...



= انتي رغاية ليه ؟؟؟ بدل الرغي ده ما تنزلي تشوفي حل .... اقفي على الاقل عشان تشوفي لو عربية عدت تسأليها اذا ممكن تساعدنا في موضوع الكاوشت النايم ده ...


- لم أتردد و أنا أعطه الصندوق ، فقد كنت حسمت أمري بأن الفستان و القلادة يناسبان تماما فتاة في الخامسة أو السابعة و العشرين ... و أنا و إن طال عمري ... مهما طال ... لن أتجاوز العشرين من عمري ... لن يناسبني أبدا ... و لن أراني فيه ...


= ( تنظر لها بغضب و تزفر مرات متعددة )


- هل تعلمين أن الصيف مضى كله و الخريف و لم أذهب لمحراب العجوز لألقي السلام على صندوقي النحاسي ولا حتى مرة واحدة .. هل تصدقين هذا ... أنا نفسي لا أكاد أصدق ..


= زهقت منك ، هنزل و اسيبك ، أنتي رغاية و مستفزة ... غير استهتارك و اهمالك .. (بغضب شديد ) حد يسافر من غير ما يتمم على الكاوشت ... امال لو كنت مش موصياكي ...


- ( بنظرة نافذة الصبر ... و نبرة هادئة لا تغاير نبرة الحلم )
اسمه كاوتش .. كاوتش ... كاوتش ... كاوتش ..
و مينفعش واحدة منا تسيب التانية ...
لازم نفضل سوا على طول ........


ثم أدرات السيارة و انطلقت ... في صمت .

الاثنين، 20 أكتوبر 2008

دفء


حارة هي هذه الأيام .. رسمت رطوبتها على زجاجي الذي تخاصمه الستائر
خريطة

أشبه بخرائط الكنوز

تخبرني الرسالة

أن انظري عند شالك الأبيض الصوفي القديم

بجواره شمعة لم يذق فتيلها طعم النار بعد

تحتها ترك صاحب الولاعة .. الذي لم يأت بعد

و الذي سيشعل الشمعة قريبا

رسالة



أنه عند شجرة الموز المجاورة لبيت السواقي القديم

تجدين عند تراب الأرض و حصاها

عند الطين اللزج .. المبتل بماء الري

عند الأوراق التي أسقطتها للتو الرياح

تجدين ورقة سقطت .. و لم يرها أو يعلم بها سوى خالقها

لنصفها اللون الأخضر الحي .. و للآخر اللون الأصفر الممزوج بالحمرة

على وجهها ترين انعكاس ضوء الشمس

و على ظهرها تبدو تجاعيد الحياة و آلامها

أطرافها ناعمة

و مقدمتها مفرودة .. غير محنية .. و لا ملتوية

ستجدينها في يديك .. طرية

و ستجدين لها رائحة الحلم الذي تقسمين عليه كل ليلة أن يأتي .. و لا يأتي



لا تستجعلي العثور عليها و الا تشابهت عليك

هي أول ما ستقابليه اذا أحكمت أبواب اندفاعك

عندما تجديها ... و سيحدث هذا سريعا

فلا تمسحي عنها الطين و لا البلل

و ضعيها كما هي في العلبة العاجية القديمة

أحكمي غطائها و بين يديك استريها

و امشي بها إلى حيث تجدين الظل الذي يضاعفك طولا

هناك اجلسي

ارسمي على رمل الأرض الندي وجهك

ثم في عينيك افركي الورقة

اخلطي فتاتها بملامح وجهك

ثم أعيدي وجهك الممزوج بفتات الورقة للصندوق

و عطريه

بعطور الريحان والزنبق و الياسمين



عند انحناءة النهر نحو الشمال

احفري لصندوقك بعمق كفيك

و قبل أن تدفنيه خذي بعضا مما فيه

و خبئيه في كم إحدى يديك .. او كلتاهما

و بعد الدفن

ارسمي فوق الأرض قلبا

و ضعي فوقه وردة حمراء

و ورقة

اكتبي فيها

سأعود قريبا



نثر قليل من مستور الكم على الصبار

يحيله إلى
.
.
.

شوكولاتة

و سقوط البعض منه في ليل كابوسي أحمق

يحيل القمر .. الغائب خلف السحب بكاءه

شمسا تضوي

___________________________

لولا أكذوبات بليل الشتاء الواقف على الأعتاب عن دفء الصيف .. لتجمدت مضغة الجسد المحاربة للبقاء ..ليتها تتداخل الفصول حقا .. و ليت الشتاء القاتل مناعتي مبكرا .. يعلن تأخره .. قليلا ..حتى أجد غطائي



إهداء خاص جدا لشريكتي في مؤسسة التفاؤل المفرط ..و الأمل غير المبرر

يبلغك

MR Better

أنه سيكون الطارق التالي على بابك .. و بابي

:)

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008

لعنة الانتظار



ظنته ميتا ،عندما دخلت غرفته المظلمة ، اعتادت أن ترى في الغرفة نورا أزرقا ،أو إضاءة خافتة ملونة في أحد الأركان ، اعتادت أن تسمع صوت ضحكته في أرجاء المكان بمجرد دخولها الذي يصاحبه دائما سقوط طبق الحبات الزجاجية ، أن تسمع سخريته المحببة و هي تحاول لمها، الجري ورائها في أرجاء المكان ، أن تصمت عندما تأتيها الاجابة نفسها لسؤالها المكرر : " بتحط طبق البلي ده هنا ليه "

لم يقع الطبق هذه المرة بالذات غير أن غياب صوته و روح المكان المظلمة جعلاها تمد يدها عامدة للطبق لتسقطه ، لم يحدث هذا اثرا ، و لم تسمع له ايضا صوتا، تخطو بحذر .. و خوف ..

تراه مستلقيا على كرسيه الخشبي الأثير ، تناديه ، فلا تسمع له صوت

" هو أنت مت ؟؟ "

لا يأتيها جواب

بعثت رؤيته في نفسها رغم وضعه كثير من الراحة و قدر لا يوصف من الاطمئنان ، اقتربت خطوات و
جثت ركبتيها و أخذت تقترب منه زحفا
وضت رأسها على فخده
و بكت
قرصت نفسها بسرعة لتتأكد أنها لا تحلم ،أن هذه اليد فوق رأسها الآن يده تمسح عنها القلق
وأن يده تداعب وجنتيها برفق حي
حي هو اذا


تقف بسرعة و تنظر له نظرة تحمل كل معاني الحب و اللوم و السخرية و الدلال

" أنت كنت بتضحك علي ، صح ؟ "

لا يرد من جديد لا تكاد هي تتبين عينيه في الظلام


تشعر بالخوف منه للمرة الأولى

تترك المكان جريا
تهرب منه إلى حيث لا تدري


لا تطاوعها قدماها في المفارقة

عند الباب تبقى لتنتظر

ربما يخرج الآن ليبحث عنها


او تخرج روحه من البيت فتشفق على جلستها في انتظاره

او حتى يفيق هو من غيبوبته فينسى ما كن


فترى أضواء المكان عبر فتحة الباب او من ثنايا الشباك

لعنة هو الانتظار ...

لا شي يحدث


لا هي عادت تطيق الانتظار



يزيد خوفها من المكان يوما بعد يوم




فليصبح الانتظار نشاطا موازيا للحياة

هذه الحياة التي أجلت كثير منها .. و أفنته في الانتظار

تقتل بيديها كل التوقعات

و تطلق لكل دوافعها العنان

يصبح الانتظار موازيا لحياة تمارسها بشغف و اندفاع

تدفن داخلها كل قوانين الحتمية

فحتى قوانين الاحتمالية نفسها .. ليست حتمية

يسود لديها ال " يمكن "




تستبعد الشك

و تستبعد اليقين أيضا

و تمضي دون النظر في أي اتجاه

فقط تمضي

مدفوعة بكم من رغبات المواصلة .. و تحقيق الحياة

محاطة بغزارة مشاعر الانتظار .. للا محدد

و اللا بالذات او بعينه

فقط تنتظر

شخصا ربما يلمس منها الوتر المرتجف

نظرة تحيي هذا الشريان في القلب الذي لم يذق بعد طعم الحياة

كلمة تعيد إليها مصداقية الحياة التي غلب عليها ال " يمكن "

أي شئ ..

يجعل لاندفاع الحياة الساري في دماها الآن معنى

لا شئ تفعله الآن سوى ان تلعن الانتظار

و تتجاهله

تجعله موازيا

و تمعن في تصديق الاحتمالات

الغير محددة

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2008

ده أنا ؟ !


ضحكة الولد أبو 7 سنين اللي معرفوش في العربية اللي جنبنا على كوبري أكتوبر و هو واقف .. بتقول أنها أنا ..
صورة البنت دي .. بتقول أنها أنا ..
كتاب روجرز اللي جنب سريري و في شنطتي .. بيقول أنها أنا ..
الروايتين الجداد .. بيقولوا أنها أنا ...
شغفي بمشروعي .. شوقي لاني ابتديه بقى ..
بيقول انها أنا ..
هي أنا فعلا ؟؟
و لا بيتضحك علي ؟
يا دنيا اوعي تكوني بتضحكي علي ...أو بتستعبطيني ..
انا ماشية ورا إحساسي لأول مرة .. و مصدقاكي ..
كل سنة و كل الدنيا .. و كل الناس ... طيبين .. اوي
:)

الأحد، 21 سبتمبر 2008

تجاهل


و عن أي شئ يكتب المرء في حالة تخضع للاوصف في الدنيا



حالة تأخذه بين السماء و الأرض في اليوم ألف مرة ...



لعله أقرب الآن إلى السماء؟؟

لا

بل إلى الأرض


أظن المرء الآن قادرا على أن يكتب في أي شئ ..

عن أي شئ ..


أن يطاول بحروفه السحاب .. و يلامس بها طين الأرض ..



امممم


لعلي سأكتب عن نجمة تتهامس في السماء و تحظى برفيقات لا عد لهن ..


أو عن وسيم يراقص الحسناء خلسة في شرفة القصر الكبير ..


أو عن قزم يراهن على ان تطول يداه السماء ..


او عن صغير يحلم بالعوم في بحيرة الحلوى ..


أو عن الأمير يطارد السندريلا متصبرا في البحث بفردة حذاء..



أو لعلي أخالف ظني بالحديث عن فرحة لا تشبه توقعاتي و عشم لا يوافق المعهود ..

وأصف دناءة الدنيا معي .. و وقاحتها ..


سأخلف ظني اذا ..





مدة كبيرة من حياتي كنت أشاهد الدنيا من شباك بالدور السابع

و مدة أقصر منها .. أشاهدها من شرفة بالدور الأول




منذ مدة ليست طويلة ...




سأنزل للشارع .. أنا مستعدة الآن ...

و لم أكن كاذبة كعادتي ..



أعددت عدتي ..



أي شئ سألبس ؟


بملاءة صوفية داكنة اللون تسترني



و لا يظهر مني ..

سوى ..




شئ من الوجه و إحدى العينين ..






لم أدر كم من الوقت القصير مر قبل أن أجد ملائتي لا تستر عني شيئا ..



سوى فمي .. و إحدى عيني ..




و مضغة في القلب حلوة .. مستورة بالضباب




للدنيا أياد كاذبة .. تتشح بالوقاحة و يتلبسها الغدر

هوايتها قتل الأماني ..

و أعذب ما لديها .. قذر



رحمة الله تلقفتني عندما وجدتني قرب الباب ..




ترى أي مشهد للدنيا سأراه بعيون اغرورقت بدموعها .. فما كادت تستبين شيئا ..؟؟



أم تراني سأحترف الغواية ... و ألفني فيما بعد بملاءة شفافة .. عطرة ..و أتقن الكذب و أحسنه ..




أعرف أني لن أستطع أي منهما ..








لعلي سألتف بملاءة قنفذية الملمس ..



حنظلية الطعم ..

كريهة الرائحة...



قراري الأخير ..


سأتعطر الآن .. ألبس ما يروق لي .. أصافح وجهي في المرآة


ثم أنزل ..


لا خوف يحاصرني ..


لا توقع و لا انتظار ...



بشوق و شغف شديد لكل ما لي فيك يا دنيا



سأتجاهلك ..
و أنشغل بسواك ..



على جنب كده بيني و بين الدنيا :

كفاية استندال و قلة أصل معايا .. شكرا اننا وصلنا مع بعض لكده ..

بس بالله عليكي لو مش ناوية تطلعي .. متنزليش .... خليكي على كده شوية
 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino