الأحد، 10 أغسطس 2008

لسان مات على أعتابه طعم الحياة


اعتادت أن ترسم أحلامها و ذكرياتها و تنسجهما بيديها نسجا خاصا جدا ..
متفردا جدا ..

تراه الأروع و الأعمق و الأبسط في الحياة على الإطلاق ...

كلاهما ... أحلامها و ذكرياتها ... لا حياة لها دونهما ...

تظل كلمة زاد لا تغطي مهامهما ..
و تعجز مفردات اللغة الأخرى عن وصف دورهما ...

نعم .. تنسجهما .. بمهارة ترضيها تماما ...


ترى دائما فيهما ما يرضيها ... و يحييها ...

و يكفيها تماما أنه هكذا .. لأنها تراه بهذه الصورة ...




تنسجهما على نسيج قطني به شئ من الحرير ..

لا تفرط في إبرتها ..
و لا خيطها ذو الفتلتين الممزوجتين باللونين الوردي و التركوازي ..

تنسج بهما على صفحة القماش السوداء ... العاتمة ...

على الصفحة التي لا تضاهي عتمته
ا
إلا عتمة الليل في صحراء خاصمها التمدن ..
و لم تعرف للكهرباء معنى ...

و غاب عنها دفء النهار منذ سنوات طويلة .....

تنسج مغمضة العينين .. بمسحة من الابتسام ...
و قدر من التفاؤل يغطي العالم كله ...

لا ينفذ خيطها ذو اللونين ..
و ليس لصفحة القماش العاتمة نهاية ..

هي لا تنظر لنسيجها ..

تتذوقه..

مغمضة العينين أيضا ..

تقرب منه وجهها برشاقة ..
و تلامس الخيوط بطرف لسانها ..

لحظات قليلة

ترفع بعدها رأسها ..

محتفظة بعينيها مغمضتين ..

و تعيش مذاق نسيجها ...

و تعايشه ..

تراقب تأثيره عليها ...

و تلك المراحل التي تمر بها قبل أن تصل لقمة الخفة ..
التحليق ... و الانطلاق ..

و قمة الانشغال عن الواقع بكل ما يحالف اللامنطق و لا معقول و لا منتظر ...

لا تمل من متابعة هذه الرعشة في سقف الحلق كإنذار أولي لبهجة خيالية منتظرة ...

و لا من مراقبة هذه الرعشة تسير موازية لأعصاب الأذن اليمنى بالذات ..

حتى تنتشر في أوصال الجسم ... خفية ..

دون أن تلاحظ .. أو تستغرب .. أو تستهجن ..

تحصل على ما يكفيها .... لتحيا ...





يباغتها .. و يؤلمها .. منذ مدة لم تفلح في حسابها

أن صفحتها ذات الخيوط المنسوجة ..

لم يعد لها في كل الأوقات ... و الأيام ...

أي مذاق على الإطلاق

يصر الأمل على أن يلازمها في كل مرة تقترب فيها بوجهها لصفحة القماش ..

و ينقلب دائما أملها ألما ..

عندما لا تجد ..

حتى فيما نسجته ...

أي مذاق على الإطلاق ...

و تردد على نفسها السؤال دائما ...


هل أنسج في كل هذه الشهور نفس الخطوط عديمة المذاق ...

أكررها دون أن الاحظ .. أو أكترث ...

فإذا غيرتها أحسست طعم البهجة من جديد ... ؟؟؟؟؟؟


أم أن لساني كف عن قدرته على التذوق .. و استنفذ فرصه للتغيير ...

و كذلك كل منح البهجة المكتوبة له ...؟؟؟؟


و يجدر بي وقتها ... أن أصفني ... ب " عديمة الإحساس "



إذا تساوى كل من مذاق اللقاء و الفراق ...


و مذاقي النجاح و الفشل ...


و مذاقي الانتظار و المباغتة ...


و مذاقي القسوة و الرحمة ...


و لم تفلح أي قدرة معهودة في التمييز بين تضادات الحياة ...


فهل ينبغي أن نطلب العلاج ؟؟؟


و هل ينبغي أن نحزن على انفسنا ؟؟؟


و هل ينبغي أن نطلب المساعدة ؟


و أن نسأل محيطينا الصبر ...


و نطلب منهم العزاء و السلوى ...؟


وددت لو أغمض عيني و أفتحهما ...


فأجد وجهي على صفحتي ... بابتسامة باهتة ..


أو ح;تى نصف ابتسامة ...


أتذوق بها نسيجي الخاص جدا ..


فيمنحني شيئا من البهجة الغائبة...


أو يباغتني طعم ... مذاق ... أيا كان ...


يعيد إلي جزء من رعشتي المفقودة ...


أو حجة تقول أني لا زلت على قيد الحياة ...

هناك 8 تعليقات:

بسمة ولكن.. يقول...

الله يا ايه بجد
انحنى وارفع القبعة
تنفعى تشتغلى
"مترجمة احساسيس على صفحات مكتوبة"
يلا يا ستى لقينالك وظيفة
وهنطلع لك قيد للحياة
وكله هيبقى تمام ان شاء الله

مين أنا يقول...

الرقيقة المبدعة آية،

أنا من متابعي مدونتك "الحلم" من فترة وجئت اليوم أشكرك لزيارتك مدونتي، وأستأذنك إني أضفت Link لمدونتك عندي... بالمناسبة كيف كانت الامتحانات؟ والنتيجة أخبارها إيه؟

أرق أمنياتي لك بدوام التألق والإبداع

Hossam يقول...

wow
it is really nice words
so sensible
hope be a frinds
c u
bye

Salma Amer يقول...

اللي عنده كم المشاعر والاحاسيس دي عمر ما طعم الحياة ما يتختفي
ربنا يحلي أيامك من أجمل الكلمات اللي قرأتها
تحياتي

blue-wave يقول...

الله الله الله بجد
ابدااااااااااااااع

M.Rabie يقول...

تنسج مغمضة العينين .. بمسحة من الابتسام ...
و قدر من التفاؤل يغطي العالم كله ...

لا ينفذ خيطها ذو اللونين ..
و ليس لصفحة القماش العاتمة نهاية ..

هي لا تنظر لنسيجها ..

تتذوقه..

ايه الجمال ده يا اسمك ايه !! .. حلوة أوى

حياتي كلها لله يقول...

السلام عليكم جميل قوي ما شاء الله
إلي الأمام و ياريت نكون أصدقاء

غير معرف يقول...

راااااائع يهز الاحاسيس و يكهرب المشاعر وااوفنانةو موهبة حقيقية اتمنالك التوفيق و الابداع اكثر

 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino