الجمعة، 17 أبريل 2009

أحلامي البيضاء


أندهش كيف تصبح حياتنا الـ كانت عما قريب جدا .. ذكريات ..

يومين و ليلة على بحيرة محافظتنا ..

على العشاء في مطعم الفندق تضحك أمي طويلا من تعبيرات وجهي و أنا أحاول أكل قطعة الجلاش التي تأبى القطع و تأبى على الشوكة دخولها ..ثم تأبى علي القضم !
أنتبه لضحكها مني .. و أضحك بدوري و أنا أقول .. أقوى من حرب طروادة !!
ليتطرق بعدها حديث طويل مع أبي عن الإلياذة و الأوديسة .. فيفجر في نهرا من الحنين و يلمس من قلبي وترا .. فيرتجف في هدوء .. يحفظ عليّ ابتسامتي ما يزيد عن 5 ساعات ..
قراري بقراءة الأوديسة .. بتشجيع باغتتني استجابتي له..
اتفاق بمصالحة القراءة المهجورة منذ أمد
خيط كان إحدى طرفيه في يدي .. قبل أن تغرق البكرة بأصحابها في بحر لا شطآن له

حنين يجرفني و يعيد إلي في لحظات قليلات كم لا يعد من الذكريات المقترنة بهذه الإلياذة .. و الأوديسة ..
بحثي عن الأوديسة بشغف في مكتبتنا ، معاونة أبي في البحث ، و أكووام التراب التي تكلفها البحث مني .. حكيي عن هذا البحث .. و الحديث عن الأسطورة
فشلي في العثور عليها .. و العثور على الإلياذة .

كيف هذه الذكري الـ كانت من عشر شهور أعادت إلى ذاكرتي الضعيفة أصلا
ألوان جدران غرفة الكومبيوتر ، برودة جو يوليو في هذا البيت، الشباك إلى ظهري و السرير إلى يساري ..
قبل أن نغير نظام المكان ليصبح مختلفا .. تماما
حتى رائحة السيارة .. التي تزامن شرائها مع الوقت نفسه ..
و بيجامتي الروز ...... و بنسات شعري القديمة !

كيف صارت حياتي القريبة جدا .. ذكريات .. تطوف على إثرها شبح ابتسامة على وجهي ..
أغرق بعدها مرة أخرى في أحلامي البيضاء ..؟

بعد العشاء أستعد للفرح ..في مكان مجاور من البحيرة أيضا ..
ألبس الأبيض .. هل تذكرين انتظاري بشغف له أول الصيف ؟
يداعبني أبي فيما أودعه و هو يقول .. زي الملايكة ..
فأغني و أنا أدور أمامه .. زي الملايكة أما تشوفها ورداية تحلم تقطفها ..
ثم أستحي .. فأودعه و أنا أجري ..

في الفرح .. أقابل عن يميني أباها ..
آه ..
و نهر آخر من الحنين ..
كيف في أقل من دقيقة أسلم عليه فيها أستعيد ذكريات طفولة و مراهقة و رشد تشاركنا تفاصيل ذكرياتهم
و كيف بحماقة صار ما تبقى من الأمر في تلك اللحظة .. حنين لذكرى .. حياتي القريبة جدا جدا..
أغادر الفرح بعد نصف ساعة أو يزيد قليلا ..
خفيفة .. أطير
يجتاحني حنين لا حدود له .. و في أحلامي البيضاء أستمتع بالغرق !
كيف يجتمعان ؟

في الفندق فرح آخر ..
" عايزة أشوف ناس فرحانة "
لا أعرف العروسة و لا العريس و لا أمت للعائلة بأدنى صلة ...غير أني أصر على الدخول
أقترب من الكوشة .. أقف قريبا جدا من العروسين
يتملك مني الجو فلا أكاد أشعر بغربة .. و يتخللني الفرح حتى يتمكن مني
أبتعد أثناء الرقص " السلو "
و أجلس على السور و وجهي للبحيرة .. و أعاود الغرق في الأحلام البيضاء ..

" بحبك مش هقول تاني و عايزك و انتي عايزاني .. بحبك حب مش عادي .."

" قويني بيك .. قوي قلبي عشان يعيش .. عمري بعدك مايساويش .."

" و لا ايه و لا ليه انا هبقى اللي انت تقولي عليه .."

هذه الأخيرة .. أتذكر سماعي إياها لأول مرة ..
فأبتسم على ابتسامتي لهذه الليلة الغريبة
أعود لأقترب من الزحام و أندمج جدا .. تسلم علي إحداهن ..
لا أعرفها غير أني أبتسم بود لها .. و أحييها
ثم أنفجر في الضحك
ماذا لو سألتني عمن أكون !!


في الممر الطويل خروجا من مكان الفرح يجري طفل للداخل لم يتجاوز الرابعة ..
تنتابني الرغبة في الوقوف أمامه ثم أخشى عليه الوقوع اذا حاول تفادي
فأكتفي بأن أميل إليه يسارا و أداعبه بذراعي معترضة طريقه ..
فيقف بعد مروري و يطيل النظر إلي ..و يضحك
فأضحك ..
حنينا لذكريات لم تأت بعد

و اندهاشا من أيام لم تمنحنا فرصة لنعيشها كما تمنينا .. و كانت أقصر مما نحب ..

كيف تحولت حياتي القريبة جدا لذكريات بهذه السرعة ؟
تماما كما كنت ..
أعود في عذوبة .. لأحلامي البيضاء
تلك التي لا ألوان أخرى لها و لا أبطال يتركون بصماتهم ..
لا آلام و لا متطلبات و لا حيرة ..
أبريل ..أحاول أن أجعله كما تمنيته ..
فلا أحد يعلم ما يحمله مايو لنا .
أعايش أحلامي البيضاء
تلك التي رغم أنها ليست الأحب.. أعشقها ..عشان مبتوجعش
*****
الصورة انا اللي واخدها في محاولة فاشلة تقريبا من مكان ما كنت
شكشوك ... بحيرة قارون .. الفيوم
:)

هناك 9 تعليقات:

بنوتة يقول...

اولا انا كنت هقولك ان انا اصلا كنت هنزل بوست عن حاجة شبه كدة
ثانيا الصورةحلوة
ثالثا احنا مالنا ومال حتة الجلاش
رابعا الموضوع حلو
خامسا سلام

تسنيم يقول...

أه يومين على البحيرة وأنا هنا مزروعة من غيرك يا هانم... البحيرة اللي قولتلك عايزة ازورها ضروري لماأجي الفيوم .. ماشي يا آية حااااااااضر كله بحسابه


انا كمان بحب أدخل أفراح معرفش حد فيها لأ والأسخم بقى بروح أبارك لأهل العروسة والمعازيم هههههههه ولو حد سألني بلاحق عليه وأقوله انت تبع مين..؟ وأبقى انا تبع الطرف التاني


أحسن واحدة أعاكس العيال في كل حتة بس ساعات بيبقو رزلين ومش بيستجيبوا فاكرة أني عملت مرة حرمة بلساني لطفل معرفش يعملها قام معيط وماما بتقولي إن العيال أصلا اللي بشاورلهم وأنا راكبة العربية بيقولوا عليا مجنونة :)


استمتعي بإبريل على أد ما تقدري علشان مايو فيه حاجة إنتي مش واخدة بالك منها......... الامتحانات يا أبلة :) وعند الامتحان يُكرم المرء أو..




بوست أسعدني على فكرة وخاصة إن الكلمات لسه معانداني :)

No Name يقول...

Human without Past = Human without Future
do you know why?
because we get our thoughts from the past from our experiments
we are stronger from our past
so we must live every second pass because after one second it will be from the past

I like your thoughts and how do you describe your feelings although sometimes I don’t understand

غير معرف يقول...

متفردتى
اننا بصدد خلق ذكريات جديدة
دائما
واينما كنا

آيــة يقول...

بنوتة :

اولا : يلا نزلي
ثانيا : بجد .. تصويري :) ربنا يجبر بخاطرك
ثالثا : يعني ايه انتي مالك .. جزء من كينونتي و ذكرياتي و المواقف الحاسمة ف حياتي .
رابعا : شكرا
خامسا سلام بردو ..


تسنيم :
ايه القسوة دي بس .. امال لو مكنتيش مصاحبة ملاك ( وش بجناحات و برئ )
حد قالك متجيش معايا .. خلي بحر بورسعيد ينفعك ..
بدخل الأفراح دي كتير بس بهدوء و على استحياء و مبطولش ..

بتهرجي !!
انتي بتشاوري للعيال من العربية زيي ؟؟ انا ببدل معاهم الاكل و اللعب و و الورق من الشبابيك ... و بخصوص مجنونة .. فرسمي :)))

أنا و أبريل على عهدنا لحد اللحظة .. ربنا يستر بقى.. و بخصوص مايو .. فالامتحانات يا حبيبتي هي أبسط ما فيه .. و الأهون و الله ربنا يستر


no name :
امممم
لا لا دي بتاعت الاكل
ممممممم

اوقات مبنعرفش نعيش اللحظة عشان باصين ورانا للماضي ، او متعشمين بزيادة و متلهفين ع المستقبل ..
مستغربة ان البوست ده بالذات ميتفهمش فيه حاجة .. يجانبه الغموض يعني في نظري ..
شكرا عموما .. و خصوصا
:)


غير المعرف :
مش هسيح اهوه و لا اقول حاجة ..
ما دمنا لم نصبح في عداد الذكريات .. فلدينا الفرصة لنخلقها
أحبكِ :)

بسمة ولكن.. يقول...

اجمل حنين ممكن يجتاحك
حنين هادئ يرسم البسمة على الشفاه
تستمدى منه طاقة
يهون عليكى الصعاب
ويوصف بالاحلام البيضاء ..ده حافظى عليه
صحى ومنعش
مش الحنين بن اللذينا التانى ده
بتاع "ذكريات كدابة"
ده لو عدا عليكى رشى فليت على طول
اما عن ابريل..
فربنا يعديه على خير
ومش محتاجة اقولك طبعا ان مايو شهر العظماء وميتخافش منه

Dr Ahmed Said@Black Armor يقول...

عارف المكان اللى بتقولى عليه
واللسان الطويل جوه الميه وقاعة الافراح المدورة
بجد رجعتيلى ذكريات كتير قوى على هذه الضفاف
والسهر للفجر مع الشلة
دمتى بكل الود
ودامت ذكرياتك

آيــة يقول...

بسمة :

طب جهزيلي الفليت كده الله يكرمك يا بنتي .. و بعدين ايه رأيك في أببريل بالذمة .. اد عشمي و لا لا ؟
ربنا يستر من مايو ..يارب


دكتور أحمد:
بلديات بقى :)

هو مكان يستحق الاحتفاظ منه بذكريات ..
ترجعوا بالسلامة ..
خالص مودتي و سلامي لزوجتك العزيزة .. و لصغيركما
تحياتي :)

Yasmine Adel Fouad يقول...

ياااااااااااااه

بحب الناس لما تتكلم كلام بيدوّخ رغم انه عادى و تحسى بدفا جاى من ورا شاشة كمبيوتر شايل نبض

انا بقى كنت بقرا موضوع من كام يوم ف منتدى عن جيل التمانينات و ازاى تعرفى انك مخلوق تمانينى عن اغانى و موضه و اعلانات و حاجات كه على اد ما كنت فطسانة على روحى م الضحك على اد ما حسيت انى فجأة كبرت يااه السنين بتعدى

المهم نقدر نعيش اللحظة ، كتير اوى بتاخدنا احلامنا و تخطيطنا لبكرة من اننا نعيش النهاردة بجد بجد


مدونتك هسجلها عندى لانى اكيد هاجى كتير

 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino