الثلاثاء، 17 يونيو 2008

كباية شاي ... كابوس يقحم نفسه


لا أنكر أني في كثير من الأوقات كنت أختار عامدة كوابيسي ..

بل أني في كثير جدا من الأحيان كنت
أتفنن في تأليفها ..

نعم كنت أقوم بتأليف الكوابيس ...

و أرغم نفسي على أن أراها

في النوم حينا ..

و في اليقظة أحيانا كثيرة ...

كنت أكرر بعض الكوابيس بالذات ..

لأن لها القدرة ربما القدرة على إيقاظي
في الوقت المناسب ...

أو لأنها تترك في متعة مجهولة ..
لا أستطيع تسميتها ... أبدا ...

أو ليقين داخلي ان الكوابيس أقدر
على اقتحام الواقع من الأحلام ...

و لكن كابوسا بالتحديد ...

لم أختره ..

و لم افكر ابدا في خوضه ..

أكره التفكير فيه ..أكرهه بكل
ما قد تحمل الكلمة من معنى ...

يذكرك بنهاية محتملة ...
أو يطمس معالم مستقبل ترجوه ...

يخبرك أن شيئا مما تتمنى يغدو بعيدا يوما بعد يوم ...

مجرد تذكره ...

يترك لدي شعورا من هذه الفئة
التي أعجز دائما عن تسميتها ...

هو قبضة في الصدر ...
تصاحبها عبرات تعجز مهما حاولت عن التحكم فيها ...

تسبقها قشعريرة سخيفة ...
متزامنة مع رغبة قوية في التلاشي ...


التلاشي ... الحلم الذي لو يصبح حقيقة !!!!



الكابوس يتكرر ... و يقحم نفسه في حياتك مرة أخرى ..

ليست بالتأكيد مجرد صدفة
أن يكون تكراره بعد 10 سنوات بالتمام و الكمال ..

أن يبدأ الأمر بسيطا ... في غاية البساطة ...

كباية شاي ... تنال منك .... للمرة الثانية ...

فيأخذ الأمر مسارا غير الذي رسمته ..

فقد رسمت لكباية الشاي
مشهد الشرب في البلكونة ربما ...

مسار آخر .....

ينتهي بآثار يعلمها الله...

آثار تجبرك ان تتحمل نظرات القرف أو نظرات الشفقة ... كلمات المواساة أو نصائح الصبر ..

تجبرك على الصمت أمام الحكمة الإلهية ...

تدرك تماما أن شئ لا يحدث عبثا ...

لديك آلاف المبررات التي قد تجعلك
مستحق تماما لما يحدث لك ..

و آلاف أخرى قد تجعلك تتمنى لو أنه يحدث لك دائما ...

و لكنك للأسف ..

لا تجهد نفسك في الاختيار من بينها ..

لا تستطيع منع نفسك من طرح الأسئلة العبثية ..

التي تكرهها ..

أنا ؟؟؟ مجددا ؟؟؟



كنت تزعم دائما أنك لا تذكر احساس المرة السابقة ..

و أن ألمها لم يعد داخلك ..

أنك نسيتها ...

و انها لم تعد تؤثر فيك ...

و أن ذكرها لا يحرك فيك ساكنا ...

أنت تكذب ... هكذا تفعل دائما للهروب ...

و لكن عندما يقحم الكابوس نفسه في حياتك ...
أو في منامك ...
مرة اخرى ..

لا تجد امامك سوى أن تطلق ردود أفعال مزدوجة ...
للمرتين ...

السابقة .. و الحالية ..

تبدو للكثيرين مبالغ فيها ...

و لا يراها البعض الآخر ..

و ترى وحدك ان هذا من حقك تماما ...

و تقرر أنه بموجب تغيرات لا مبررة ...
حدثت لك مؤخرا ...

ستتعامل أنت مع الأمر بشكل مختلف تماما ....

و ستتعامل مع معاملة الآخرين له ...
بشكل مختلف أيضا ....





تتمنى من داخلك أن تستيقظ ....
لقد تأخرت في النوم ....

تتساءل في خبث ...

هل هي آثار عشاء ثقيل ....

اشتراه أحدهم بفلوس حرام ...
و هذه لعنتها تنصب عليك في نومك ؟؟؟

أم أن الكابوس يقحم نفسه في واقعك ...

و حينها ستضطر للجوء للنوم ...
تراه وسيلة ناجحة دائما للهروب ..

علك تجد فيه حلما غير متوقع ...





************************

خلصت الامتحانات الحمد لله :)

اللي يعدي من هنا يدعي ايدي تخف بسرعة :((((

هناك تعليقان (2):

Lobna Ahmed Nour يقول...

طول قراءتي لموضوعك وانا حاسة اني انا اللي بتكلم

وان مشهد اقتحام الكابوس بيتكرر امامي

بجد شكرا ليكي ويارب ايدك تخف

تحياتي

بسمة ولكن.. يقول...

الله يا أيه وحشتنى مدونتك
الف سلامة على ايدك ياقمر
ونحب نشكر كباية الشاى اللى خرجت كل الكلام ده من جواكى
وبحييكى على قدرتك على ترجمة احاسيسنا وتجسيدها ف صورة كلام
انتى رائعة ف الموضوع ده
يلا بقى مش علم نفس
كفارة يافندم لينا كلنا انتهاء فترة الانتحارات
ياريت نشوفك قريبا
يبقى شرف لينا يا فندم

 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino