الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008

لعنة الانتظار



ظنته ميتا ،عندما دخلت غرفته المظلمة ، اعتادت أن ترى في الغرفة نورا أزرقا ،أو إضاءة خافتة ملونة في أحد الأركان ، اعتادت أن تسمع صوت ضحكته في أرجاء المكان بمجرد دخولها الذي يصاحبه دائما سقوط طبق الحبات الزجاجية ، أن تسمع سخريته المحببة و هي تحاول لمها، الجري ورائها في أرجاء المكان ، أن تصمت عندما تأتيها الاجابة نفسها لسؤالها المكرر : " بتحط طبق البلي ده هنا ليه "

لم يقع الطبق هذه المرة بالذات غير أن غياب صوته و روح المكان المظلمة جعلاها تمد يدها عامدة للطبق لتسقطه ، لم يحدث هذا اثرا ، و لم تسمع له ايضا صوتا، تخطو بحذر .. و خوف ..

تراه مستلقيا على كرسيه الخشبي الأثير ، تناديه ، فلا تسمع له صوت

" هو أنت مت ؟؟ "

لا يأتيها جواب

بعثت رؤيته في نفسها رغم وضعه كثير من الراحة و قدر لا يوصف من الاطمئنان ، اقتربت خطوات و
جثت ركبتيها و أخذت تقترب منه زحفا
وضت رأسها على فخده
و بكت
قرصت نفسها بسرعة لتتأكد أنها لا تحلم ،أن هذه اليد فوق رأسها الآن يده تمسح عنها القلق
وأن يده تداعب وجنتيها برفق حي
حي هو اذا


تقف بسرعة و تنظر له نظرة تحمل كل معاني الحب و اللوم و السخرية و الدلال

" أنت كنت بتضحك علي ، صح ؟ "

لا يرد من جديد لا تكاد هي تتبين عينيه في الظلام


تشعر بالخوف منه للمرة الأولى

تترك المكان جريا
تهرب منه إلى حيث لا تدري


لا تطاوعها قدماها في المفارقة

عند الباب تبقى لتنتظر

ربما يخرج الآن ليبحث عنها


او تخرج روحه من البيت فتشفق على جلستها في انتظاره

او حتى يفيق هو من غيبوبته فينسى ما كن


فترى أضواء المكان عبر فتحة الباب او من ثنايا الشباك

لعنة هو الانتظار ...

لا شي يحدث


لا هي عادت تطيق الانتظار



يزيد خوفها من المكان يوما بعد يوم




فليصبح الانتظار نشاطا موازيا للحياة

هذه الحياة التي أجلت كثير منها .. و أفنته في الانتظار

تقتل بيديها كل التوقعات

و تطلق لكل دوافعها العنان

يصبح الانتظار موازيا لحياة تمارسها بشغف و اندفاع

تدفن داخلها كل قوانين الحتمية

فحتى قوانين الاحتمالية نفسها .. ليست حتمية

يسود لديها ال " يمكن "




تستبعد الشك

و تستبعد اليقين أيضا

و تمضي دون النظر في أي اتجاه

فقط تمضي

مدفوعة بكم من رغبات المواصلة .. و تحقيق الحياة

محاطة بغزارة مشاعر الانتظار .. للا محدد

و اللا بالذات او بعينه

فقط تنتظر

شخصا ربما يلمس منها الوتر المرتجف

نظرة تحيي هذا الشريان في القلب الذي لم يذق بعد طعم الحياة

كلمة تعيد إليها مصداقية الحياة التي غلب عليها ال " يمكن "

أي شئ ..

يجعل لاندفاع الحياة الساري في دماها الآن معنى

لا شئ تفعله الآن سوى ان تلعن الانتظار

و تتجاهله

تجعله موازيا

و تمعن في تصديق الاحتمالات

الغير محددة

هناك 9 تعليقات:

ست الحسن يقول...

آه يا آية

صعبة أوي الحالة دي
انا شفت الولد والبلي
والبنت حاستها أوي
أو زي ما تقولي كنت هي في يوم من الأيام

.........
تعرفي
عنية اتملت دموع
ووحشني أوي الولد ده برغم اني عمري ما شفته

شوية قهوة يقول...

صحيح الانتظار صعب اوي
موضوع حلو لكن جه بعد طول انتظار انك تنزلي موضوع غير الفات

بنوتة يقول...

فعلا معاك حق والموضوع جميل أوي

Unknown يقول...

لا تطاوعها قدماها في المفارقة
عند الباب تبقى لتنتظر
ربما يخرج الآن ليبحث عنها
او تخرج روحه من البيت فتشفق على جلستها في انتظاره
او حتى يفيق هو من غيبوبته فينسى ما كن
فترى أضواء المكان عبر فتحة الباب او من ثنايا الشباك
لعنة هو الانتظار ...

جميل جدا..........ممتازه

نيرة و منةالله يقول...

طب وبعدين
هتنتظر كتير
احساس و-حش اوى
انك تتمنى ان حد يقوم يشوفك وهو منفض او انتى مش فهمالة حاجة
اول زيارة

بسمة ولكن.. يقول...

من اذاعة الامل الغير مبرر
نشاطركم التفاؤل
مع تحيات
..
.
MR better

سمكه واحده يقول...

يااااااااه اعندك حق وكل الحق
اصعب حاجه في الدنيا الانتظار


كمان لو بعد كل الانتظار ده مطلعتش الحاجه زي ما في خيالنا وزي ما نفسنا او يطلع انتظار حد ميستهلش كل الانتظار وتضيع العمر علشان سراب وخيال في دماغ الواحد بس

كلامك واسلوب رائع وخيالك تحفه
دمتي مبدعه
تقبلي مروري
سمكه

إبـراهيم ... يقول...

وماذا بعد الانتظـار ...
هل يمكن أن أترك هنا تعليقًا من هناك، أم أضع أثرًا لما تتركه تلك القصة الجميلة في نفسي ؟؟ .....

كم هي جميلة، رغم"لعنة" الانتظار/الحيـاة
.
.
من قبل قالت عزة رشاد"في الانتظار لا نموت ولا نحيا" ...
ــــــــــــــ
عندي تعليق آخـر بخصوص طريقة الكتابة والمسافة بين السطور المتباعدة، لم أستسغها هذه المرة ، وأردت أن أعيد التنسيق ...

دمتِ بودٍ وجمـال ... آيـة
خالص تحياتي


وصباح الورد

آيــة يقول...

ست الحسن :

آه .. عارفة أنها صعبة ..
بس .. سلامة عينيكي من الدموع يا صاحبة المرور الذي يملأني ارتياحا ..

سماء :
بقدر ما يكون الغياب إجباريا مرات .. يكون ممتعا مرات أخرى ..

اعرف لك حبيبتي تجارب انتظار ..قاتلة
للخروج من الحبسة .. فاكراها ؟؟

سلمى :
عجبك يعني ؟
حاسة اني هاكلك قريب يا بنت انتي ..


محدش بيموت ناقص حلم :
شكرا جدا .. على المرور و التعليق :)

نيرة و منة الله :

ما هي كل أزمة الانتاظر .. انه لعنة .. مش شرط ابدا ابدا يكون له بعدين .. خالص ..


بسمة :
:)
:)
:)
:)

ما هو مفيش حاجة تتقال اصلا ..


سمكة واحدة :
اوقات كتيلا بيكون كفاية جدا لقتل لعنة الانتظار و فكها .. ان حاجة تحصل .. اي حاجة .. في خيالنا بقى او غيرها او عكسها .. وقتها بيكون حدوث اي حاجة .. قشاية بنتعلق بيها ..

تحياتي لك :)


ابراهيم :

صدقت عزة رشاد إلى أبعد مدى ..
في الانتظار لا نموت و لا نحيا ..

سلم لي مرورك .. المتميز دائما :)

 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino