الأربعاء، 7 يناير 2009

بيتنا القديم






عام يمر الآن على فراق البيت القديم

هل كان يخطر ببالي أن أحن له ؟

أنا أحن له ... أشتاقه .. بشدة

ربما هذا البرد هنا يذكرني به

كان أكثر اتساعا لنا على ضيقه .. أكثر دفئا



أشتاق غرفتي ، سريري ،رفوفي فوقه ..

هذه الخيوط الكثيرة متدلية الألعاب التي صنعتها يدي ..المعلقة بين الرفوف و أسفلها وصولا لبداية السرير..

هي أكثر ما أشتاقه الآن

تحمل من روحي الكثير

من ذكريات جنوني ..

أجمع كل الخيوط المتاحة بالبيت

الخرز و الألعاب الصغيرة و الفصوص أيا كانت

يقيني بأن الألوان على اختلافها و بعدها عن بعضها قادرة على خلق مزيج شقي .. مبهج .. يشع بالحياة

و بأن الفراشات الصغيرة .. و الفواكه .. و حبات الاحجار الكبيرة .. تبدو متناقضة في شكلها النظامي فقط ..

أما اشتراكها في التدلي من خيوطي الكثيرة الألوان بعشوائية و نظام فوضوي في آن واحد ....... فشئ آخر


أحن لأدراجي .. لدولابي ..

لورقي الأبيض و لرائحته .. لصناديقي الخاصة


قصاصاتي التي أكتب فيها ... بعشوائية ما يروقني كثيرا


قصاقيص القماش و الورق


و لسجادة غرفتي الحمراء المستفزة ..



أفتقد المطبخ .. جدا


كان دافئا دائما أبدا ...


و كانت تصلني رائحة القرفة التي تصنعها أمي في أي غرفة أكون بها ..


فيما يشيط الأكل مني هنا و لا تصلني رائحته ابدا





أحن لحوائطه التي دهناها أنا و أخوتي معا ..


للحائط في غرفتي ذو اللون اللااسم له الذي مزجناه معا بعشوائية


و لحوائط غرفة أخي التي كنا نقصد أن تكون أميل للبني .. فكانت " روز " و لم نغيرها



و للشرفة ...


و أي حنين هذا يأخذني للشرفة ..


الجلوس على أرضها فوق سجادة الصلاة مع هذه المتفردة... أبدا


لصوت التلفزيون المسموع مهما خفت في كل جوانب الشقة و غرفها


لصريخنا الدائم من غرفنا لمن يشاهد التلفاز ... " حول بقى .. انا زهقت م اللي بتشوفه ده "


لأصوات الباعة في الشارع .. و لصراخ الجيران المسموع من المنور


لصوت الجرس .. و صوت التليفون


حتى كركبته .. و فوائض من الأشياء أحتفظ بها في كل مكان





أفتقد الشتاء فيه


جلوس خمستنا على سرير واحد تحت نفس الغطاء


بطولة أحدنا الذي يقوم للمطبخ فيعود لنا .. بالكاكاو الساخن


النوم مبكرا جدا


و الاستيقاظ مبكرا أيضا


للشمس المارة عبر الشبابيك نصف المفتوحة لتغطي الغرف كاملة














أفتقد أكثر من دفئه ..


مشاعري ..


التي لم تلحظ أبدا البرد كداء عضال قاتل للضلوع و مفجر للدموع


مقرون بلعنات الاحتياج و الحنين و اللهفة


.......


إلا بعد ان انتقلنا منه إلى هنا








لا أحب رفاهية هذا البيت .. و لا اتساعه .. و لا برودته


أستاء منه عندما لا تصلني رائحة الطعام الموشك على النضج في المطبخ


و أكرهه عندما تباغتني رهبة المشي إليه ليلا وحدي إليه





أحب " بيتنا القديم " أكثر .. و أشتاقه


و أحب آية التي كانت تحيا في " بيتنا القديم " أكثر .. و أشتاقها

هناك 10 تعليقات:

غير معرف يقول...

أعذرك فى حنينك للبيت القديم
بس حنينك لأية ( زمان ) مينفعش أعذرك فيه
عشان أية زمان لسه جواكى ..أو لو مش موجودة يبقى أكيد إتبدلت بأية أحلى دلوقتى

تــسنيـم يقول...

الصديقة الكتكوتة الغير معرفة: محدش في الدنيا يقدر يحكم بأن أية الموجودة دلوقتي أحلى من أية القديمة اللهم إلا أية نفسها..

كل واحد فينا بيحمل في داخله ما لا يعرفه غيره بغض النظر عن القشور الواهية الظاهرة للعيان


وحتى يا ستي لو الجديدة أحلى من حقها برضه تحن للقديمة ولو كانت وحشه ده باعتبار أصلا إن سنحت ليكي الفرصة تعرفي القديمة وتحمي عليها


يويا: البوست فيه جرعة حنين واشتياق موجعة ومش هقول اكتر من كده

غير معرف يقول...

وانا ايضا أحن للبيت القديم
ولكل شيء فيه
لوجود غرفته على مسافة ليست ببعيدة عن باب البيت ورغم ذلك هى مسافة مناسبة لاستطلاع احوال اهل البيت جميعا
احن لحديث بدون سماع صدى صوتى يتردد
واشتاق الى البلكونة التى تشعرنى بالخصوصية رغم وجودها فى قلب الشارع
واحبك وانت تحللين وتلصصين وتشيرين الى كل مكان فى الشارع
احب رائحة البيت
واحب طقوسه كلها
اشتاق الى المشوار هناك ذهابا وعودة
ولكن
البيت الجديد ايضا جمييل
وله ميزاته
وذكرياته
وله بلكونة فسيحة تنفذ من الشمس ضوءها ولا تبالى بحرارتها
واذا ماوضعت منضدة بجوار هذة "الشرفة"..كان ذلك المكان المثالى لتناول وجبة الافطار على الطراز الانجليزى -فى قرن من زمان-والتى استمتعت بها عددا من المرات..
وهذا المطبخ الفسيح الذى صنعنا فيه سويالاول مرة شيئا لا يشبه سندويتشات الجبنة البيضاء ولا البيض الاومليت
متفردتى
انت التى تصنعين ذكرياتك
وانت التى تحبين ذكريات مكان ما
الاختلاف والانتقال فى حياتنا طبيعى..فلنكن اذن راضين عنه ولنذكر القديم باحلى ما مر فيه
ونعيش باحلى مايقدمه لنا الجديد
وانا احب اى مكان تكونين فيه..

ملحوظة:
زى ماربنا كرمنى بنقل الرقم الذى رفض كل محاولاتى للتعايش مع الواقع...رجاء انقلوا تربيزة السفرة اللى انا بحبها واهى فرصة جيدة لملء الفراغ الكونى الفسيح ..ربنا يوسع عليكم كمان وكمان..ومن قدم شيء بيداه التقاه..

غير معرف يقول...

صحيح
يوم تتركين هذا البيت..
ستجدينه بجوار البيت القديم..
فى ركن الشوق
بداخلك
وسينمو بداخلك غيرة على بيوتك القديمة من بيتك الجديد جدا..
الذى -وأنا أعرف ما أقول- ستشتاقين له اى شوق اذا غبت عنه اكثر من اسبوع..
حتى لو كنت فى بيتك القديم

بسمة ولكن.. يقول...

صباح الفل ع الناس الغير معرفين
طب متعرفونا بنفسكم يا شباب..
يوتتا
فكرتينى بالبوست بتاع حنين

الكائن ابن اللذينااللى اسمه حنين ده بيصحى ف اوقات غريبة
بيوجع صحيح
بس اكيد استمديتى منه ثراء لروحك
وبريق لعينيكى
وان كنت معاكى ف موضوع السير ليلا للمكان اللى سمعت فيه صوت الابرة ده..
وبعدين ياستى كلها ايام معدودات وييجى الشاطر حسن
وساعتها لا هتفكرى ف بيت قديم ولاجديد
وتعيشى فبلكون تانى خالص
اما بالنسبة لايه فهى ملك لكى
توجهينها اينما شئتى
كله هيبقى تمام ان شاء الله

بسمة ولكن.. يقول...

اه صحيح انااول مرة اشوف كمية المجهول ديه ف مكان واحد
بس انتى منورة ياتسنيم والله

yamen يقول...

والله فكرتيني ببيتي القديم انا كمان
بس تعرفي
ساعات باحس ان الحنين ده والشوق
بيكون حنين لينا حين كنا لا نعرف ما نعرفه الان
عنا وعن الدنيا
حين كنا نلهو ونلهو ونشعر انه مازال امامنا وقت طويل لنلهو

حين كنا لا نعرف ان لكل شئ نهاية

تــسنيـم يقول...

بسمة يا جميلة ده نورك انتي والله

:)

بس أصلها حاجة تفقع يا بنتي طب الغير معرف تاني يا إما بيبعت رسايل ليها مدلولات عن أية يا إما بيتفلسف علشان يزيد الأمر ارباك وتعقيد بس على الأقل ما أطلقش على نفسه لقب الصديق غير المعرف


ألا صحيح شكلها اييه نوع الصداقة دي اللي بيقى أحد طرفيها مجهول/أنونيموس/ غيـــــر معـــرف..؟

أفيدونا أفادكم الله ( وش بيرقص حواجبه)

شوية قهوة يقول...

انت عرفة ان انا كمان كان نفسي اجي البيت القديم بتعكم افتقدت فيه احلى ذكرياتي معاكم
بجد كان اجمل بيت مع ان هوة كان ديق لكن كنت بحس فيه بالوسعة بالدفق
وبعدين ما تحولي تروحي تعضي هناك كام يوم يمكن ترجعي زكرياتك وترجعي اية الاقديمةمع ان اية القديمة والجديدة احلى من بعض
يا رب ترجعوا بتكم القديم

بنوتة يقول...

البيت القديم
كل واحد بيحن للاماكن اللي كان له فيها ذكريات
بكرة يبقى عندك ذكريات في الاتنين وتبقي نفسك تعيشي في بيتين
وكمان عذراكي لان ذكريات الطفولة والمراهقة
لا يمكن تتكرر عشان كدة هيبقى احلى

 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino