الأربعاء، 4 فبراير 2009

حالة


بعد أن صار الاستيقاظ بلا صداع حلما بعيد المنال ، و بعد اعتيادها أن تخاصمها الأحلام التي تنثر السكر على شفاها أو تترك في لعابها طعم البرتقال أو حتى تخلف على مخدتها الأثيرة شيئا من رائحة الحلم الياسميني ، أصبحت أكبر أمانيها أن تستيقظ على غير فزع أو اختناق أو بكاء محبوس في مكان ما بالقفص الصدري .

ذلك اليوم أيقظها حلم أتاها على هيئة أيقونة على سطح المكتب ( و هو ما جعلها تتسائل متى اقتحمت الأيقونات حتى الأحلام) رغم أنه أتانها بما لم يخطر ببالها أبدا ... إلا أنه ترك احساسا ...احساسا ..احساسا ..


لم تفلح أبدا في تسمية احساسا يعتريها .. تعرف فقط دائما أن هناك شيئا ما .. و أنه يملؤها و يسيطر عليها ..


أما اسمه .. فلا تعرفه .. كالعادة .


كانت الأيقونة توحي بسؤال " نفسك في ايه " ، و لم تتردد هي في حلمها عن الافصاح ب " كل اللي نفسها فيها "


متى سألت آخر مرة .. " نفسك ف ايه دلوقتي ؟؟ "


على الهامش هل تذكرين تلك المرة عند البحر ( الترعة ) ، بَركة ، سلطة الفواكه ، البَحَاري ... ؟


بدت كمن تمثل .. كل ما تهفو إليه نفسها في تلك اللحظة ... يشغل الوصف كل كيانها ، يديها ، أصابعها ، كل ملامح وجهها ، تفاصيلها ، حتى قلبها و رئتيها أخذت تنتظم حركاتهم مع إيقاع الوصف المنفعل .


قالت " نفسي ف كشكول روز كبير طويل و له رسم بارز و نازلة منه خيوط كتير بألوان كتير ، كل ورقة منه بلون و فيه هوامش.."

ودت في أول فبراير لو تملئه بأمنيات العام الجديد .. مرة أخرى .

تبدأ في حساب عام .. مع بداية كل شهر .


وقالت " نفسي اركب عجلة ، واجري اجري اجري .. لحد ما اقع على رملة .. و افضل اضحك أضحك اضحك .. لما يتقطع نفسي م الضحك"

أصبحت تعشق مسابقة الهواء ، الاندفاع عكس اتجاهه ،دمعات عينيها المفتوحة بالرغم منه ..

و تفتقد صوت ضحكتها المرتفع .


و قالت " نفسي اقعد لوحدي ف اوضة ضلمة دافية و هواها حلو ، و احضني اوي ، ابقى مبسوطة مني ، و اعيط كتييييييير كتييييييييييير "

لا تذكر متى أبكاها الصدق آخر مرة ..

منذ متى تحيا في متواليات الكذب ؟؟؟

و متى كانت تلك المرة الأخيرة التي وجدث فيها للبكاء في صدرها حلاوة ؟؟



و قالت " نفسي أدخل سينما لوحدي "

" و نفسي أسهر في بلكونتنا في نص الشهر العربي .. و اكون بسمع أم كلثوم "

" و نفسي أعرف أعمل الكابتشينو برغاوي "

" و نفسي أقوم أصلي الفجر و أفضل قدام الشباك لحد ما تشاورلي الشمس "

" و نفسي أقول قبل ما نام يارب أشوف (كذا) في الحلم .. فأشوفه "

" و نفسي لما أطلع أجري ع السرير عشان أنام و أحدف اللكلوك بتاعي و أنزل تحت الغطا ملاقيش الملاية ساقعة "

" و نفسي الدنيا لما تمطر .. مكونش لوحدي عشان حد يلعب معايا"


.

.

.

.

" و نفسي اتحضن "

....
لم تكن استيقاظتها مقبضة .. و لا مفرحة ..
كانت شئيا آخر
لا تعرف حتى الآن اسمه

هناك 10 تعليقات:

تــسنيـم يقول...

هذا الإحساس الذي خلفه ذاك الحلم لا يمكن اختزاله في كلمة واحدة هو حالة أكثر منه إحساس


لذا لن تستطيعي تسميته



p.s: لو ارتكبت حماقة في غيابك فده هيبقى بسببك ومتلوميش إلا نفسك ماشي يا فلة

بنوتة يقول...

انا مش عرفة اقول ايه بس الحساس دة هي الوحيدة اللي تقدر تعرفه
وانا شيفة ان الحلم مفرح بصراحة اداها الفرصة تقول كل اللي تتمناه
ودي فرصة هايلة
انا عيزة اسال سؤال هي الأماني دي أمانيك انت صح
بجد متنسيش تردي ع اليميل اللي بعتهولك

Lobna Ahmed Nour يقول...

حالة ادخلتني في حالة من الانبهار

جميل ما خطت يمينك

تحياتي

د/ رامي شهاب الدين يقول...

أسلوبك ماشاء الله تحفة

تصورك للأفكار الروائية جديد التناول ولاسيما فى الألفاظ

إنتى بجد هايلة وأكيد إن شاء الله لسة عندك كتير

فى إنتظار جديدك

دمتى بكل ود .. تحياتى

محمد سلامة يقول...

أحلامنا البسيطة تدعو للدهشة و السؤال , ما دامت بهذه البساطة فلماذا لا تتحقق ؟
يا رب

بـراااح يقول...

ايه البريئة الجميلة الرقيقة
اتابع مدونتك كلما سنحت لي الفرصة لدخول عالم التدوين و لطالما ادخلني اسلوبك السهل الجميل في عالم يشبة عالم اليس في بلاد العجائب
فاسلوبك ينقلني برشاقتة من حالة الى حالة دون ان اشعر بصعوبة في الانتقال
اما اليوم فقد اوقفني الحلم في تلك المرحلة الانتقالية التي نتحرك فيها قدما رغما عن ارادتنا طبقا لقانون الحياة و في نفس الوقت ننظر الى اثار موطئ اقدامنا في الخلف و نشعر بالحنين لشوارعنا القديمة و التي شهدت اول خطواتنا و لعبنا و ضحكاتنا.

فنتمني الرجوع اليها دون جدوي.

آيــة يقول...

تسنيم :
ااااه .. لا يمكن وصفه .. لا يمكن اختزاله ... طب و العمل ؟؟؟


بنوتة : هي كفاية يعني فرصة انها تقول اللي بتتمناه .. مش تبقى فرصة أحلى لو حصل ؟؟


unique :
انتي مش بتيجي من زمان ليه ؟؟؟
شكرا .. و تحياتي انا كمان جدا

آيــة يقول...

د.رامي شهاب الدين :
:)
أشكرك اوي على مرورك و تعليقك الرقيق .. تحياتي يا فندم


يامن:
:) :) :)
:) :) :)


محمد سلامة :
أرجوك لو عرفت اجابة سؤالك قولي .. يمكن عشان تبقالنا حاجات صغيرة لما تحصل نفرح .. يمكن ؟



براح :
وحشتيني ... ده اولا

الجدوى بقى هي المشكلة .. صدقت
نحاول .. دون جدوى

يارب بقى

غير معرف يقول...

حلوة

آيــة يقول...

غير معرف :

شكرا
:)

 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino