الثلاثاء، 24 فبراير 2009

في انتظار مفاجأة




كلما زادت ململتي في مكاني ، توهان حدقتيّ و شرودهما في الأفق ، كلما تماديت في الصمت و خرجت إجاباتي عن النص تماما ، كلما سألت " في ايه ؟؟! "

تُفلت التلقائية مني ردا غير مرضي

" نفسي ف مفاجأة "

تبدو إجابتي غالبا مع بريق عيني و ارتفاع حاجبي إجابة مضحكة أ, على سبيل المزاح

لا أذكر أني قلتها دون أن أتلقى صمتا ضاحكا أو علامات تعجب و اندهاش

أو السؤال .. " لا بجد .. ؟!"

فأخفض حاجبي و أميل برأسي و أنا أردد بحماسة هادئة
" ما هو بجد .. عايزة أتفاجئ"

أشعر بحماقة في مراقبة الكون و انتظار مفاجآته في كل لحظة ، و أذكر نفسي أن على مدى سنوات وعيي كلها ، لم تتحق أبدا تلك الأحلام التي أفرطت في رسم ملامحها المفصلة ، و لا تحققت لي أي من الأماني التي تمنيتها بعينها ، و أن ما أعول عليه دائما ، و ما أرقبه بشغف ، لا تطولني من متعته ، اللهم إلا متعة الشغف في حد ذاتها ..


أنتظر من الدنيا أن تفاجئني من حيث لا أدري بهدية ، وردة ، ابتسامة ، صديق ، مناوشة ، مداعبة ، دعوة ، رسالة ، اتصال ،،،،، حــــب
أنتظر أن تبعث إليّ هذا الشئ الذي أربط عليه قلب ميزان الساعة ، اليوم ، الحيــــــاة


أجري على الموبيل بنفس اللهفة في كل مرة أسمع " بعدك على بالي ..." لأزعم أن شئ حميمي جدا في كل مرة سيفاجأني ، أنتظر دائما اتصالا مفاجئا ممن أعلم يقينا أنه لا سبيل لهم بالوصول لرقمي ، أنتبه من سباتي لجرس التليفون في انتظار شئ يقلب موازين العادي ، ويغير المألوف ..


أتبع أمي للمطبخ بسرعة عند عودتها من السوق لأفتح بسرعة كل الأكياس بحثا عن أي شئ ينثر أي مقدار من الفرحة ، الإثارة ، ينقلني لما لا أنتظر ، شوكولاتة ربما أو حبات فراولة أو جريدة أتابعها وحدي في المنزل أو صنف من الطعام أعشقه أو حتى كارت موبيل ب ( 10 جنيه ) أتتني به دون طلب عندما تذكرت أني دائما بدون رصيد ....


أستعجل انتهاء محاضراتي على أمل حي جدا و كاذب جدا أن ألتقي خارجها بمن ينتظرني ، و أبحث عن صدف لقاء غير موجهة في وجوه كل من أرى ، يبدأ ترقبي بلهفة و حماسة و ابتسامة منذ تلك اللحظة التي أخلف فيها باب منزلنا ورائي مغلقا ، العمارة ، الشارع ، التاكسي ، الموقف ، الميكروباص ، الشوراع ، الجامعة ، السلالم و أبواب المدرجات ...


أحب أن أفتح شنط صديقاتي ، أوراقهن ، و أن أفتح صندوق بريدي الإلكتروني بترقب صباحي أبدي لا ينتهي ، و أن أستمتع بتلك اللحظات التي يكون فيها جاري التحميل فيما أغرق في توقعاتي .. التي تحبط دائما ،، و لا أبالي



حتى ريموت التلفزيون لم يسلم من أمنيات سرية تبثها يدي بأن يفاجأني و أنا أتنقل بفيلم مفضل ، أو أغنية تحمل رسالة ليومي ..


تتملكني الغبطة عندما أرى في يد إحداهن كيس هدايا ، و أغبط حاملها و متلقيها على السواء

أتذكر أني ممن يحملون يقينا أن حياتي تشبهني ، و أني أُعطى ما أستحق، و أن ميزان العطاء و الأخذ في الحياة لابد أن لا ترجح إحدى كفاته على الأخرى .. فأسأل نفسي ...

" هو أنا لو عملت مفاجأة حلوة لحد .. ممكن ألاقي بقى مفاجأة"


بحثي عن الصدف و المفاجآت دائما غير موجه .. غير أنه يملأني ، يتملكني و يتمكن مني حتى صار مزعجا لي أن لا أصاب بالإحباط بعد كل هذه المفاجآت التي لا تأتي ، و كل هذه الصدف التي تخذلني


أندهش من حماقتي ، و نصحي لنفسي الذي لا أسمعه ، أهمس إليّ بأن أحلاما غيبية تروى بصوت مرتفع ، تحرق في غيبها ربما فلا تأتي ، و لا نعلم حتى أنها كانت في الأفق ، و أن انتظاري للمفاجآت ، تفكيري فيها ، يحرقها ، ثم لا يجعل في الواقع لظهورها و اكتشافها أي متعة أو مفاجأة حقيقة .. أحاول إرغامي على التخلي عن التفكير في أمر المفاجأة المجهولة المنتظرة ، و الصدفة التي ستقلب موزاين الحياة ، فيحول ملل الحياة ، و روتينها ، و صخبها المجوف دون ذلك.
لا أعرف متى سيطابق عملي تصديقي أن كل ما تلهفت عليه في الحياة هرب مني و أن كل ما شغلت بالتفكير فيه أعرض عني ...و أني رغم كل عدم الاكتراث الذي أحيا به في هذه الحياة .. أحتاج لمزيد منه ..


*********

أظلم الحياة اذا أنكرت مباغتتها الأخيرة .... الحلـــوة

لعل آخرها ...

طبق البطاطس المحمرة الكبير ..في تلك الوجبة ، بين الإفطار و الغداء ( رغم أني رايحاله ;) )

و هذا التشبيه بال " كراميل " الذي أتاني من حيث لا أدري


و قبلهما


تلك الابتسامة التي رسمتها على شفتيّ هبة .. في الSMS


و أشياء أخرى
;)

هناك 20 تعليقًا:

yamen يقول...

الحياة..
الناس..
الله..
الرضا..
الحب..

:)))

hasona يقول...

السلام عليكم
ستأتي المفاجأت
عليك الاستعداد لها

بمن تبدأ

وما هي أولوياتك

ط يقول...

الله
عجبتني التدوينة
أنا أيضا من عاشقي المفاجآت
ومنتظريها
فكرتيني بحاجة كتبتهاعن الموضوع
احتمال انزلها قريب
تحياتي
ط

غير معرف يقول...

بتلمسي روحي فحاجات كتير دي اخرها
"و أني رغم كل عدم الاكتراث الذي أحيا به في هذه الحياة .. أحتاج لمزيد منه .."
بجد اسلوبك حلو قوي

تــسنيـم يقول...

اسمي مش مكتـــــــــوب


:|


طيب

آيــة يقول...

يامن :

لا بصراحة ... ينفع تفهمني !! ؟
:)))

hasona :
ما انا مقضياها استعداد أهوه ...أما الأولويات .. فأظنها محددة مسبقا.
أشكر لك مرورك


ط :
بفرح لما بكتب حاجة تعجبك ، و شرف لي كمان ان تكون بيننا أفكار مشتركة ،بس أنا رغم حبي للمفاجآت و انتظارها .. بحس ان اللي بنستناه .. مش مممممممكن يحصل .. فعلا ؟؟



شروق :
:)
هذا الاكتراث ... آه منه.
أما الأرواح تلك التي تتلامس .. فجنود مجندة :)
مرورك أروع
تحياتي


تسنيم :
انتي اسمك مكتوب ف قلبي من جوه ;)
و بعدين بردو هو لولااااااااااكي كان اسم حد تاني اتكتب طب ؟؟

غير معرف يقول...

اليوم كله كان مفاجئة بالنسبة لى
ماعرفش ليه
لكنه حمل فرح المفاجآت بوجودك إلى جوارى...هذا اليوم بهذه الصورةهذا الوقت الذى لم يكن كافيا ابدا
ولكنها مفاجئة غير مباغتة وده سر حلاوتها..لان المباغتة تحمل معها الاضطراب والتحديق..والتبريق
فى رأيك...استكمالا لحوار عجائب الطبيعة البشرية...
أيهما يسعد الانسان اكثر..
حدوث أمر ما (مفاجأة) تخالج الإنسان تماما ككوب ماء بارد او ثوان من نسيم عطر فى صيف الحياة الذى لا ينتهى أبدا..
ام ان السر فى استحثاث الـ adrenaline flush
لا ادرى!!
علك تعرفين شكل الكيرف الحالى..وانى اصبحت فى اواخر اربعينياتى ؛) على احسن تقدير..فاصبحت الاولى تعنينى اكثر والثانية لا اتحملها...

انا فى انتظار كل مفاجآتك التى لن تشبعى من انتظارها.. والتى هى اجمل بكثير من احلامك ""عمليا""
حبيبتى ..
كلنا ننتظر المفاجآت .. تماما كما وصفت.. ووصفك زاد الإحساس جمالا
وكل ده مطمنى عليكى
افتحى عينيك ..ولا تشبعى
ولكن تذكرى
انك لست كأحد
لا تدعى البحث فى مكان يشغلك عن حلو مايحدث بجواره
"عملية"

آيــة يقول...

كلام في سرك .. أفتقد مرورك غير المعرف بشدة ، من أيام كنت أفكر في كتابة تدوينة يومية فقط لأحفظ لدي أرشيف مكتوب .. منك .. من الغير معرف

تتكلمين عن كيرفك كما لو أننا لم نتفق أنا معا بدأنا في الانحناء من عمر ال 17 ;) ..
هذه المفاجأة ذات ال adrenaline flush لا أخفيك كم أتوقها .. و أزعم أن جبن يعتريني بشأنها ليس من صمودي و قوة احتمالي .. بل بشأن عواقبها .. أشك دائما أن عواقبها وخيمة و أني أضعف منها :S


"عمليا" حبيبتي .. ها النوع من المفاجآت نادر في الحياة .. أصلا ;)

هل أتعامل مع نصيحتك من المنظور ال"عملي" ؟؟؟؟
:)



فرحانة اني اخيرررررررا
عملت حاجة تطمنك علي .. و لو شوية
:)

ريحانة يقول...

تحفة البوست


تخيلى بقالى كتير اوى مستنية مفجأة مبتجيش

بس صدقينى فى مفاجأت كتير بتيجى

احنا بس اللى مش بنشوف غير فى اتجاه واحد


وعلى فكرة برده لسة مستنية المفجأة اللى اكيد جاية ان شاء الله



روعة انتى يأية

تسلمى:)

basma saghir يقول...

" هو أنا لو عملت مفاجأة حلوة لحد .. ممكن ألاقي بقى مفاجأة"


متهيئلي ممكن يحصل......في نهاية الامر بس مش مضمون

مفيهاش حاجة يعني لما تحلمي بمفاجأة

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
Aml Ghonaim يقول...

مفاجأة ...
وجودك في الحياة بهذه الصورة ... مفاجأة كبيرة لي ...
أتصدقين ذلك ؟
أن تبقي بمثل هذه الشفافية وأن تحملي كل هذه الكمية من الأحلام البريئة الصغيرة مفاجأة لقلبي الذي يحن لأيام كنت أعيشها كأيامك تلك ...
تفاجئيني كثيرا يا آية ..........
أحبك ... جدااااا .......................

الحلم العربي يقول...

أولا أسلوبك بيبهرني
ثانيا : كل الفتيات ينتظرن تلك المفاجأة لا أدري لم
ليس من الضروري أن تكون تلك المفاجاة شئئ يتعلق بشريك جديد و لكن الأمر يتعلق بروح الفتيات المتشوقة للجديد دائما
انا أيضا كنت أنتظر المفاجأة مع كل رنة هاتف بالرغم من اني اكره الهاتف و انتظرها مع كل ايميل جدبد بالرغم اني لا احب انتظار تحميل الايميل
انتظر المفاجأة برغم اني لا أحب المفاجآت لأنى دائما أشعر اني لست مستعده لها
ظننت يوما انها لا تأتيني لأني لست مستعده لها و عندما استعديت لها و لم تأت كما توقعتها أدركت أن المفاجأة الحقيقية ان أكون كما أريد و ألا انتظر شيئا ليجعلني كما أحب
يقيني انه سيأتينى يوم أفاجأ بنفسي أني فعلت الكثير على غير ما كنت أتوقع
و هذه نصيحتي لك ألا تنتظريها، إن أتت فبها و نعمت و إن لم تأت فلتبق أنت المفاجأة كل يوم
تحياتي لأسلوبك الرائع

بـراااح يقول...

ايه المبهورة و الجميلة
و انا اقرا كلماتك تردد في ذهني رباعية صلاح جاهين:
انا اللي بالامر المحال اغتوي
شفت القمر نطيت لفوق في الهوي
طلته ماطولتوش ايه انا يهمني
و ليه ما دام بالنشوة قلبي ارتوي
...عجبي
قد عشت احساسك منذ سنوات حين كنت انتظر طلوع الشمس بفارغ الصبر و اسالها كل يوم اي مفاجاة تحملها الي

و لكن المفاجئات تاتي علي فترات و احيانا تاتي بعد ان نمل الانتظار و نفقد الامل في قدومها... حتى اذا اتت نقابلها بذهول و خوف ان تكون مجرد سراب
و لكن الحياة في النهاية حقا مليئة بالمفاجئات و المنحنيات فتمسكي باحساسك و لا تملي الانتظار و اذا اتتك الحياة يوما بمفاجاة لا تسعدك اقبليها و قولي للحياة انك الان تنتظرين منها مفاجاة و اعتذار :)
فقط ... احتفظي بروحك كما هي ... بكل ما فيها من طفولة و براءة و حب و انبهار
ملء الله حياتك باجمل المفاجئات

wafaa يقول...

تقريبا كل البنات تفكيرها كده حب المفاجأت
حتى لو كانت المفاجأة بسيطة شيكولاتة او لبانة بس بيبقى طعمها احلى من اللى بنشتريها

عجبنى اوى اسلوبك وفكرتك

أسما يقول...

آنسة مبهورة، اسمحي لي اهنيكي علي البوست ده... هو قلب علي المواجع صحيح، بس كيفني اوي :)

مواطن مصري يقول...

تحفة البوست روعة بجد

آيــة يقول...

ريحانة :
اتفق معك تماما .. نحن ننظر في اتجاه واحد فقط .. و هو ما يفقدنا اكتشاف الحياة كما يجب ..
بس ده له حل يعني ؟؟
سلم لي مرورك الرقيق :)


بسمة :
اه يا بيسو .. اهي المشكلة ان مفيش حاجة مضمونة في الحياة دي ..
مفسهاش حاجة ازاي بس .. فيها قلق و توتر و انتظااااااار
فيها كتير على فكرة


أمل :
مرورك من هنا .. و هذا التعليق .. مفاجأة ..
أحبك أكثر ..
وحشتيني بقى

آيــة يقول...

الحلم العربي :

هذا اليوم الذي ستفاجئني فيه نفسي بأنها حققت الكثير دون أن ألحظ ..
تفتكري هييجي يا آية ؟؟
أتحدث أكثر عن مفاجأة الشئون الصغيرة لنا في الحياة .. احساس آخر .. مختلف
:)



براح :

و كيف أحتفظ بهذه الأشياء ... أحيانا أقتنع أن ليس لدى الحياة جديد .. أي جديد لتمنحني إياه .. و أن استمراري في الانتظار ، و مبالغتي في الفرح بصغائر الأمور .. تفاهة مني و سذاجة.
بحب مرورك هنا .. و بيفرحني :))


isolde

:)
طب الحمد لله أنه كيفك .. لو كان قلب المواجع بس .. كان بقى حرام علي :)


مواطن مصري :
أشكرك :)
تحياتي

إبـراهيم ... يقول...

كلنا في الانتظـار يا .. آيـة !


لا نموت، ولا نحيــــا !!



أنتظر معك


((بس تدوينة تحفـــة برضووو))

 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino