الخميس، 8 أبريل 2010

طيف


" ما تولع الكتابة ... "

كنت أرددها في نفسي عندما يناقشوا صحة تلك النظرية .. بأننا نكون أقدر على الكتابة و أحوج إليها في لحظات/ أيام الحزن و الألم .. بينما نستيطع أن نستغنى عنها ببساطة ، ننساها في أوقات الفرح ، الراحة ، الاستقرار .... و الحب أيضا .. طالما نأى بنا عن مواطن الجروح ..

أنا أصدقهم الآن ، غير أني لن أكتب الألم سأتجاهله .. و أستغل ما يمنحنيه من قدرة و احتياج للكتابة لأكتب عن أوقات الفرح .... عن ساعات الفرح .. عن أيام الفرح

حدثت فعلا ، و من الأجحاف و الجحود أن أنكرها ، أو أستهتر بتدوينها مفسحة المجال للآلام الأصغر أو للقوى الخائرة و الإنهاك ..

1

عن تلك الأيام التي تكتشف فيها أنك لا تعرف دور (الآخر) تحديدا في حياتك .. التي تقضي فيها وقتا طويلا لتخمن أي شئ يقربه منك أكثر .. أي شئ يعجبك به أو يعجبه بك أكثر .. لتنتهي في كل مرة إلى القرار نفسه ..بأنك لا تعرف ما يشدك إليه .. لا شئ ربما يشدك إليه بالفعل ..

غير أنك تعرف جدا الشعور بأن ثمة (آخر) .. وجوده .. فقط وجوده .. قادر على أن يكــــــملك ..

يكملني بكل ما تحمله الكلمة من معان واضحة و خفية .. و معان تفصح عن نفسها أو تحتاج للتأويل ..

يكملني.

هل تكتمل إحدانا عندما تكتشف أنها في نفس المساحة تستطيع أن تكون .. كل ما تستطيع

الطفلة الـ تتدلل و تتطلب و تخاصم و الأم و الصديقة و الأنثى الـ داخلها و تنتظر الإفراج عنها .. أبدا؟

....

2

    و عن النوم ... الذي حاولت أن أكتب عنه في الشهور الثلاثة الأخيرة أكثر من خمس مرات .. ثم لم أفلح ..

في الشهور الأخيرة من 2008 ، و في 2009 كاملة كنت أعاني من اضطرابات نوم لم أشهد لها مثيل طيلة حياتي ، أستيقظ في مواعيد لا تشبه مواعيد أحد ، أتقلب في سريري بالساعات قبل أن أبدأ غفوة قصيرة أستيقظ منها على زفرات و ملل ، لأجلس قليلا ثم أعاود المحاولة ، لتكون النتيجة الحتمية ضياع وقت طويل آخر في عدة محاولات للنوم بالنهار ... تتلخص الـ 24 ساعة في اجتهادات برتبة الاستماتة للحصول على ساعتين أو ثلاثة من النوم المتواصل الهادئ ... و لا حديث عن أحلام النوم وقتئذ.. أو للدقة .. عن سخافة الأحلام .

في الشهور الثلاثة الأخيرة أحببت النوم أكثر من أي وقت/ شئ آخر في حياتي ..حتى أحلامي التي أعتدت أن أنزعج و أمل منها .. أحببتها إلى تلك الدرجة التي جعلتني أضن بحكيها على من حولي حينا ، و أستحي أحيانا ، حتى صرت أدونها و أكتبها برموز صغيرة أفهمها وحدي، حتى إذا ما آن وقت حكيها أفرجت عنها .

كيف فجأة يتحول كل ما في الحياة إلى أشياء صغيرة جميلة ، ليس أحلى من بدايتها إلا نهايتها .. ؟

أنا أعترف أن لدي كثير من الأحلام و التطلعات التي لن أكف عن انتظار بل و الترتيب لوقت إتيانها واقعا ملموسا ، إلا أنني للحق .. لم يخطر ببالي يوما أن أحب النوم .. و الأمنيات السابقة للنوم .. و أن أحب تلك البسمة الـ توضع على شفتي قبيل وضع رأسي على المخدة مباشرة .. فأحتفظ بها ساعات نومي كاملة ، أستيقظ بين الحين و الآخر لأطمئن فقط ان ابتسامتي لازالت هناك .. ثم أعاود النوم مرة أخرى متمنية ألا يأت وقت للاستيقاظ أغادر فيه السحابة الـ أفترشها لتطأ قدماي الـ كانتا في الدفء هناك .. الأرض، فأكتشف أنها على برودتها.

.....

3

أنا فتاة أهلي المدللة ، بكل ما للكلمة من جوانب سلبية كريهة و مستفزة ، تتجلى كلها في تعليقات أمي كلما فقد شئ في البيت أو كسر .. لتصرخ تو الاكتشاف... " آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآية ..."

حتى أصبحت مستسلمة سريعة الاعتراف بجرائم التكسير و التضييع و البهدلة .. حتى تلك التي لم أرتكبها ، بل و أحيانا أبادر بالاعتراف و الاعتذار قبل أن اعرف كنه الجريمة أصلا .

للمرة الأولى اختبرت أن أبكي شيئا ضائعا ، و أن أدور و أدور مرات للبحث عنه بدلا من أن أعلن كما العادة انه .. " ف داهية .. فدايا "

للمرة الأولى أندم على إهمالي ، و على عيناي اللتان لم تكونا في وسط رأسي ، و أقر أنه مش "فدايا .. خالص"

كان وقتا مناسبا لأقرر أني سأهتم .. و أني " هاخد بالي "

وقتا مناسبا لأفرح أخيرا .. بأن لدي ما .. أعتني به و " آخد بالي منه "

...

أسمع صدى لدرويش يردد في أذني " قل للغياب : نقصتني ، و أنا حضرت لأكملك " ، و اضطرابات النوم تتسلل إلي منذ أيام و لسان حالي يخاطبها في استعطاف.. " بلاش انتي تااااني"

..

لا أعرف إذا كانت هذه عثرة من عثرات الأيام المعتادة جدا – كما أرجو – أو مراوغة تختبر فيها قدرتي على الصمود و ثقتي باختياراتي

أم أن منحنى الحياة الـ كان آخذا في الصعود آن وقت اعتداله قبل أن يبدأ قريبا بالنزول.. و هو ما يحتم علي أن أبدأ بابتكار استراتيجيات جديدة للتوائم مع تغير شكل الأيام ، و حيل تحول دون وقوعي مرة أخرى في شرك اضطرابات النوم .

هناك 3 تعليقات:

تــسنيـم يقول...

كيف فجأة يتحول كل ما في الحياة إلى أشياء صغيرة جميلة ، ليس أحلى من بدايتها إلا نهايتها .. ؟



أيوة كيف..؟

حلوة بجد و ناعمة و رايقة و بحقد عليكي ,, عشان أنا الأسياد _ عفاريت الكتابة_ مقلوبين عليا و تقريبا رحلت الكتابة إلى غير رجعة

:D

Shrouk يقول...

:)

إبـراهيم ... يقول...

وأنا أحب أن أقرأ لكِ دااائمًا يا صديقتي

تكتبين بحساسية تخترق الروح لا تمسها فحسب

دمتِ بفرح :)

 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino