الاثنين، 3 مايو 2010

ما بعد السوداوية


لا أعرف السبب تحديدا الذي جعلني أعود لأرشيف مايو العام الماضي في المدونة ، أيا كان هذا السبب .. فقد جعلني أكتشف أنه .. ما أبعد الليلة عن البارحة ، قبل سنة كاملة كتبت عن السودواية ، و عن قراري (الخِطِر) بالتحول إلى كائن سوداوي حانق حاقد حاسد غاضب ..و لتذهب البشرية كلها إلى الجحيم ، استطعت الآن أن أعرف لماذا ضحك كل من قرأ ما كتبت وقتئذ ، و أن أشعر بمنطقية التعليقات التي شعرت وقتها أنها تريد استفزازي ليس أكثر، و لماذا شعروا أن في الأمر حس فكاهي و روح للدعابة على الرغم من أني كنت أستشيط غضبا وقت كتابته .

اكتشفت خلال تلك الفترة (سنة) و بعد عِشرة و عيش و ملح معايا أني لست من ذوي القدرة على حبس الضيق و تخزينه ، و لست أيضا ممن يجيدون مراكمة الغضبة فوق الأخرى ، و العكرة طبقة بعد طبقة ، اعتبرت أن تحملي وحدي للضيق و الغضب بدون اقتسامهم مع أسبابهم بالبوح أو الانفجار ظلما شديدا لي ، يأتي على كل ما لدي من طاقة إيجابية ، و يفقدني بسرعة غريبة أبسط مبررات الرغبة في الابتهاج أو الحياة أصلا .. و يجعلني أتحول فجأة – على غرار المتحولون – إلى كائن شعنون – و دي حقيقة من الأول – أصب غضبي الغير مبرر بشكل كافي أصلا على من ليسوا سبب في الغضب ، و لا علاقة لهم به .. أو بي في مرات كثيرة .

أعرف أن أسرع ما يعكرني و يقلب مزاجي هي أشياء عادة بسيطة جدا ، شديدة الصغر و التقليدية ،غير مقصودة غالبا و غير منطقية لدى كثير من الناس ، ما لا و لم أستطع أن أعرفه .. اذا كانت أشياء بهذه البساطة قادرة على تعكير الحياة بهذا الشكل ...لماذا لا أجيد التخلص منها بنفس المقدار من البساطة ؟؟

تصورت أن الأمر ربما يكون بسيطا اذا رفعت شعار :" اللي يضايقني او يعكر جوايا حاجة ، ييجي يشيل اللي عمله ، او يقسمه معايا بالنص" ، كحل عادل يعيد إلي شئ من توازني ، و لا يظلمني ..

الذي يضايقني أيا كان، يستحق – جزاء على ما فعل – و أستحق أنا أيضا – إكراما لنفسي – أن أخبره فورا و صراحة و ببساطة شديدة و حتى بدون غضب .. اني اتضايقت ، معتبرة أن الضيق أصلا شعور إنساني وارد جدا و حق مكفول لكل كائن حي . لا أنكر أن القرار كان مجديا جدا و عادلا و منصفا جدا مع أكثر المقربين ، و مع بعض الغرباء أيضا ..، وصلت بي رغبتي في تطبيق القاعدة في أحد المرات إلى أن أذهب لصاحب "الكشك" المجاور لحيث أعمل ، و الذي اعتاد في فترة ما لعدة أيام متتالية كلما مررت من أمام الكشك أن يـ"بسبس" ( يعني يعمل بسسسس بسسسس .. زي اللي بتتعمل للقطط دي ) الأمر الذي كان يضايقني و يقززني و يستفزني، عدت إليه بعد الــ بسس، و بعد أن كنت قد دخلت العمارة بالفعل ، لأبتسم له في بساطة و برود و أخبره " انا مش بحب بسسست دي .. ممكن متقولهاليش تاني ؟؟ " ، اندهش الرجل و "تنح" ، و لم أزد كلمة ، طلبت منه كارت فودافون "بعشرة" ، و دخلت العمارة .. و لم يكررها أبدا ،و هو ما أندهشه حتى الآن للصدق .

رغم جدوى الفكرة أحيانا .. إلا أن بعض الناس أو فلنقل كثير من الناس .. الحقيقة أنه معظم الناس ... لديهم حساسية مفرطة من أن يُخبروا بأنهم قد ضايقوك ،حتى و لو أكدت مرارا أنك تعلم أنهم غالبا لا يقصدون ذلك و تفهم أنهم غير عامدين ،الأمر الذي يتحول بي فجأة من محاولاتي للتخفيف عن نفسي و إزاحة عبأ الضيق – البسيط الأسباب أصلا - و محاولة استرداد الطاقة الإيجابية ، إلى استنفاذ كل الطاقة .. لمصالحتهم و مراضاتهم أو حتى مجرد إسكاتهم بعد أن أتحول أنا للمذنب الأول و الأخير .. لأني اتضايقت .. أو لأني اتكلمت و قلت اني متضايقة .. أو لأني حاجة تانية هما عارفينها و أنا لا ...

و إلى هذه الكمية من البشر الذين لا يجيدون التعامل مع حق الآخر في الضيق و الغضب (منهم) و حقه في التعبير عن ذلك .. ربنا يسامحكم.

هناك 9 تعليقات:

تــسنيـم يقول...

قولي إني ماليش دعوة بفيلم الضيق أحسن أعيط

:(

أنا باعرف _ على ما أظن يعني_ أتعامل مع الموقف ده لما حد يتاضيق مني أو أضايق حد, بس اللي ممكن يخليني أعيط دلوقتي هو إني أكون مخدتش بالي إن عملت حاجة ضايقتك

:(

قولي يالا إنه مش أنااااااااااا

تــسنيـم يقول...

طبعا و نسيت أقولك.. إن كومنتي على بوست السوداوية إياه كان يتدرس و يجب أن يوضع في الأقوال المأثورة :)

فاكراااه؟

آيــة يقول...

مش انتتتتتتتتتتتتتتتي و الله يا قلبي و الله
:*

و تعليقك كان يتدرس و نص يا فندم ، ده انتي كنتي عاملة أحلى جو ف صفحة التعليقات و الله
ربنا ما يحرمني منك :))

dandana يقول...

اليوست اللى انا لسا كاتباه عندى
تقريبا مشابه لموضوع السوداوية

انما لو جينا للبوست دا

بصى
انا حاسة ان اى حد بالشكل دا..بالطيبة والإحساس وطريقة التعامل مع الناس دى
لازم لازم هاييجى لمرحلة انه يقرر يكون فى منتهى القسوة
ويقيم القصاص على الجميع
وفعلا بيبدأ ينفذ
انا بشوف ان مرحلة التنفيذ دى مفيدة جدا
لانها حتى لو ما استمرتش
بوضح شوية للناس ان فيه تغيير بيحصل وانه فاض بيه
وان الطريقة اللى كانو متبعينها معاه مش صح ولا انه مابياخدش باله وكل حاجة بالنسبة له عادى


عارفة
حتى لو رجع زى الأول تانى ..ونسى القصاص دا..بعد كدا الناس بتحاسب شوية

هو شئ سئ لما تكون الوسيلة الوحيدة لانهم ياخدو بالهم ان الواحد يتبع القسوة او الجمود
لكن الغاية ممكن تبرر الوسيلة هنا


وبس

وكالعادة يعنى
بشوف نفسى بين كلامك

yamen يقول...

احم..احم

:)

غير معرف يقول...

:) انا بما اني مزاجية ، وأبصم على مزاجتي بالعشرة لن أجرب الأسلوب اللطيف هذا لأني عارفة اني مش حأعرف أبرر ضيقي -الا لو ينفع تقولي للبشر انا مضايقة من الهوا فما تضايقوني !
:))
جميل جدا ولسه متابعين

هدى يقول...

هههههههههههههههه

ضحكتيني فعلا ,, تحسي إنك بتحكي قصة حياتي

أنا فعلا تحولت لذات الشخصية, كل ما حد يقولي حاجة اعبر عن ضيقي ,, بس مش بالذوق كدا زيك أنا بشخط وبتنرفز وممكن أزعق.

بس بعمل دا مع الغرباء بس, جايز يكون دا مش كويس قوي

بس دايما بقول ان القريبين أحق اننا نتحملهم ,, ونتجاوز معاهم ,, ونراعيهم

أما الغرباء مالهمش حاجة عندي فياخدوا على دماغهم في المقدمة طبعا طبعا سواقين الميكروباص, والتاكسيات ,, والبائعين

:)

صباحك بقى رايق كدا من غير استفزاز ولا غيظ

Sweet Violet يقول...

و انا كمان بقول الله يسامحهم
للأسف مصطلح "حق الاخر" عامة مش موجود فى قاموس بعض البشر
v_v

mostafa sleem يقول...

انا بعمل كده دايما

بس بحدود وبعقل

عشان مسببش ازعاج اكثر من اللي حصلي لحد تاني

كمان بحاول اكون ايجابي لابعد الحدود

وده بيخليمي عصبي في كتير من المرات

العالم ملييان اغبيه


:)


تحياتي

استمتعت بالقراءه

 

أوركــــيد أبيض Copyright © 2009 Flower Garden is Designed by Ipietoon for Tadpole's Notez Flower Image by Dapino